استخدام مادة كارمين في الأطعمة

12369 - استخدام مادة كارمين في الأطعمة

30-01-2023 3 مشاهدة
 السؤال :
مَا حُكْمُ اسْتِخْدَامِ مَادَّةِ كَارْمِين، التي يَتِمُّ اسْتِخْرَاجُهَا مِنَ بَعْضِ الحَشَرَاتِ، وَتُسْتَعْمَلُ في الصِّنَاعَاتِ الغِذَائِيَّةِ أَو التَّجْمِيلِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12369
 2023-01-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إلى تَحْرِيمِ أَكْلِ الحَشَرَاتِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾. فَالطِّبَاعُ السَّلِيمَةُ تَنْفِرُ مِنْ ذَلِكَ لِاسْتِخْبَاثِهِ، إِلَّا الجَرَادَ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ، وَدَمَانِ. فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ» رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَخَالَفَ في ذَلِكَ المَالِكِيَّةُ، وَقَالُوا بِحِلِّ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الحَشَرَاتِ، بِشَرْطِ تَذْكِيَتِهَا إِذَا كَانَتْ لَهَا نَفْسٌ سَائِلَةٌ، وَتَحْصُلُ عِنْدَهُمُ التَّذْكِيَةُ بِأَيِّ فِعْلٍ يَمُوتُ مِنْهُ، وَأَمَّا مَا لَا نَفْسَ سَائِلَةَ لَهُ كَالجَرَادِ فَلَا تُشْتَرَطُ تَذْكِيَتُهُ. هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: المَوَادُّ المُسْتَخْرَجَةُ مِنَ الحَشَرَاتِ، وَتَتَحَوَّلُ بِعَمَلِيَّاتٍ كِيمْيَائِيَّةٍ إلى مَوَادَّ أُخْرَى، هَذِهِ العَمَلِيَّةُ تُسَمَّى في الفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ بِالاسْتِحَالَةِ، أَو التَّحَوُّلِ، وَهِيَ انْقِلَابُ العَيْنِ مِنْ حَالَةٍ إلى أُخْرَى، فَتَنْقَلِبُ مِنَ النَّجَاسَةِ إلى غَيْرِهَا بِحَيْثُ تَفْقِدُ صِفَاتِهَا كَامِلَةً.

وَقَدْ ذَكَرَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةُ أَنَّ الأَعْيَانَ النَّجِسَةَ إِذَا اسْتَحَالَتْ، أَو تَحَوَّلَتْ مِنْ حَالَةٍ نَجِسَةٍ إلى حَالَةٍ أُخْرَى طَاهِرَةٍ، بِحَيْثُ تَفْقِدُ جَمِيعَ صِفَاتِهَا، تَنْقَلِبُ إلى طَاهِرَةٍ، لِأَنَّ الشَّرْعَ رَتَّبَ وَصْفَ النَّجَاسَةِ عَلَى تِلْكَ الحَقِيقَةِ، فَإِذَا انْتَفَتْ حَقِيقَتُهَا بِالاسْتِحَالَةِ أَو التَّحَوُّلِ، انْتَفَتْ نَجَاسَتُهَا، كَالعَصِيرِ يَكُونُ طَاهِرًا، فَيَصِيرُ خَمْرًا فَيَنْجُسُ، وَيُصْبِحُ خَلًّا فَيَطْهُرُ، وَكَالنُّطْفَةِ تَكُونُ نَجِسَةً، فَإِذَا صَارَتْ مُضْغَةً طَهُرَتْ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا كَانَتْ مَادَّةُ كَارْمِين التي تُسْتَخْرَجُ مِنَ الحَشَرَاتِ، وَاسْتَحَالَتْ وَتَغَيَّرَتْ طَبِيعَتُهَا، مِمَّا يَجْعَلُهَا قَابِلَةً للأَكْلِ، أَو التَّجْمِيلِ، فَلَا حَرَجَ، بِشَرْطِ:

1ـ تَغَيُّرِ صِفَاتِهَا كُلِّيًّا، وَاسْتِحَالَتِهَا إلى مَادَّةٍ أُخرَى.

2ـ إِذَا دَعَتْ إلى الحَاجَةِ وَالضَّرُورَةِ، وَلَا يُوجَدُ بَدِيلٌ لَهَا.

3ـ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا ضَرَرٌ.

4ـ اسْتِخْدَامِهَا بِمِقْدَارِ الضّرُورَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

3 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الأطعمة والأشربة والأدوية

 السؤال :
 2021-07-05
 1196
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَكْلُ شَيْءٍ مِنْ عِظَامِ الحَيَوَانِ مَأْكُولِ اللَّحْمِ كَالشَّاةِ وَالمَاعِزِ وَالدَّجَاجِ؟
 السؤال :
 2021-01-27
 1938
هَلْ يَجُوزُ اسْتِخْدَامُ مَادَّةِ القُرُنْفُلِ في الطَّعَامِ، وَمَا حُكْمُهُ في حَشْوِ الأَضْرَاسِ؟
 السؤال :
 2019-12-15
 6787
هَلْ يَجُوزُ أَكْلُ سَمَكِ القِرْشِ؟
 السؤال :
 2019-10-27
 3440
هَلْ يُسْتَحَبُّ شُرْبُ العَسَلِ المَمْزُوجِ بِالمَاءِ البَارِدِ صَبَاحَاً قَبْلَ الطَّعَامِ؟
 السؤال :
 2019-09-12
 1150
مَا حُكْمُ شَرَابِ الشَّعِيرِ إِذَا كَانَ خَالِيَاً مِنَ الكُحُولِ؟
 السؤال :
 2019-07-20
 867
ما حكم السمن الذي يوجد فيه بق، هل ينجس أم لا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5587
المقالات 3054
المكتبة الصوتية 4465
الكتب والمؤلفات 19
الزوار 409449016
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :