معنى قوله تعالى: {لو أردنا أن نتخذ لهواً}

1455 - معنى قوله تعالى: {لو أردنا أن نتخذ لهواً}

14-10-2008 31851 مشاهدة
 السؤال :
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِين} وورد في موضع آخر قوله تعالى: { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}..... الآيات. السؤال: كيف نفهم اللهو في الآيتين الكريمتين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1455
 2008-10-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقول الله تعالى في سورة الأنبياء: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِين * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون}. جاء ردّاً على من كَذَبَ على الله تعالى بأن له زوجة وولداً، فاللهو هو المرأة بلغة اليمن، قاله قتادة.

وسأل عقبة بن أبي جسرة عن اللهو في هذه الآية فقال: اللهو الزوجة.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: اللهو الولد.

وقيل هو ردٌّ كذلك على من قال: إن الأصنام بنات الله، وردٌّ على من قال عيسى ابن الله وعُزَير ابن الله.

لذلك قال تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِين * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون}. أي إن كنّا فاعلين ذلك، ولكن لسنا بفاعلين ذلك لاستحالة أن يكون لنا زوجة أو ولد.

فتعالى الله عن وجود صاحبة وولد وصدق إذ يقول: {قُلْ هُوَ الله أَحَد * الله الصَّمَد * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد}. وتعالى الله أن يَخلق عبثاً ولعباً، بل ما خَلق شيئاً إلا بالحق، وسيجازي المحسن إحساناً والمسيء خسراناً.

أما قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُون}. هكذا تكون الحياة الدنيا لمن يقف عند وصفها أنها حياةٌ دنيا، لا تزيد عن كونها لهواً ولعباً.

فاللهو بهذه الآية الكريمة هو الانصراف إلى عمل لا هدف له ولا فائدة منه، وإذا نظرنا إلى الدنيا مجرَّدة عن الكتاب والسنة والمنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي لهو ولعب، أما الذي يلتزم شرع الله تعالى ومنهج نبيه صلى الله عليه وسلم فإنه يسمو فوق اللهو اللعب، وتصبح الحياة الدنيا مزرعة لآخرته، فتكون عندها نعمة الحياة له ولأمثاله. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31851 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414944822
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :