الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنه من الواجب على السائق أن يبحث عن الرجل الذي صدمه، وأن يتحرَّى أخباره بكل الوسائل حتى يصل إلى معرفة حقيقة الحدث. هل توفي هذا الرجل أم لا؟
فإن عجز عن الوصول إلى حقيقة الحدث ـ والله يعلم صدقه في البحث عن الوصول إلى الحقيقة ـ فيعمل بغالب ظنه، فإن غَلَبَ على ظنه أن الرجل قد توفي، فيجب عليه صيام شهرين متتابعين، وأن يتصدق بمقدار الدية يوزعها على الفقراء بنية أن يكتب الله أجر الصدقة في صحيفة ورثة المقتول. وإن غَلَبَ على ظنه أنه ما توفي الرجل فليتصدق بما تيسَّر، بنية أن يكون أجر الصدقة في صحيفة الرجل المصاب، وعليه بعد ذلك بكثرة الاستغفار لتقصيره في عدم تقصّي الحقيقة بعد الحادث.
ولله الحمد أولاً وآخراً بأن الوازع الإيماني في قلب هذا الرجل ما زال حياً. أسأل الله تعالى أن يحفظنا من كل سوء، وأن لا نخرج من هذه الدنيا إلا وذمتنا بريئة من حقوق العباد، وأرجو الله تعالى أن يتجاوز عنا، وأن يعاملنا بفضله. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
