الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مِنْ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا أَنَّهُ فَتَحَ لَنَا بَابَ التَّوْبَةِ وَقَالَ: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾.
وَدَعَانَا بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وَمِنْ تَمَامِ التَّوْبَةِ أَنْ يَتَخَلَّصَ العَبْدُ مِنْ مَالِ الحَرَامِ الذي دَخَلَ عَلَيْهِ.
وَهَذَا المَالُ الذي دَخَلَ عَلَى أَخِيكَ هُوَ مَالٌ حَرَامٌ يَجِبُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ، وَطَرِيقَةُ التَّخَلُّصِ مِنْهُ تَكُونُ بِإِرْجَاعِهِ لِصَاحِبِهِ إِذَا عُرِفَ، وَإِلَّا فَيُوَزَّعُ عَلَى الفُقَرَاءِ أَصْحَابِ الحَاجَةِ مَعَ الاعْتِقَادِ بِعَدَمِ ثُبُوتِ الأَجْرِ لَهُ في ذَلِكَ، وَلَكِنْ لَهُ أَجْرُ التَّوْبَةِ وَعَلَيْهِ بِكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ وَالنَّدَمِ عَلَى مَا فَعَلَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |