الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالتداوي مشروع من حيث الجملة للحديث الذي رواه أبو داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ).
ويكون التداوي بتعاطي الأدوية والعقاقير، ويكون بالفصد والكي والحجامة وغيرها من العمليات الجراحية.
جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ).
وإنما كره النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الكي لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم، ولهذا كانت العرب تقول: آخر دواء الكي.
وقد كوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سعد بن معاذ وغيره، واكتوى غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم.
وبناء على ذلك:
فالكي بالنار مكروه إذا قام غيره من الأدوية والعلاجات والعقاقير مقامه، وإذا تعين الكي أنه العلاج الأخير فلا حرج من التداوي به. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
