الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب تحويل الرداء للإمام والمأموم، وذلك تأسياً بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، جاء في سنن أبي داود عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ).
وتحويل الرداء بحيث يجعل اليسار على اليمين واليمين على اليسار، وهو نوع من أنواع التفاؤل بتحويل الحال.
وبناء على ذلك:
فعند جمهور الفقهاء تحويل الرداء للإمام والمقتدين في صلاة الاستسقاء من السنة، وخالف في ذلك الإمام أبو حنيفة، لأنه عند الإمام الدعاء فقط بدون صلاة.
وتحويل الرداء تفاؤل بتحويل الحال، أسأل الله تعالى أن يحوِّل حالنا وحال المسلمين إلى أحسن حال. هذا، والله تعالى أعلم.