الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: من أعظم نعم الله تعالى على عبده الالتزام بشرع الله عز وجل، ومن ذاق حلاوة الطاعة صعب عليه الوقوع في المعصية عمداً.
ثانياً: يجب على العبد المؤمن إذا أسبغ الله تعالى عليه نعمه أن يشكر الله تعالى على هذه النعم، وأن لا يستغلَّ هذه النعم في معصية الله عز وجل، لأنه بذلك يعرِّضها للزوال.
ثالثاً: لا يجوز إقامة حفلات الزواج المشتملة على المنكرات، والتي من جملتها الغناء والموسيقى والرقص، أو اختلاط الرجال مع النساء، أو ظهور الزوجة أمام الرجال الأجانب، وكلُّ هذه الأمور منكرات يجب إنكارها، باليد لصاحب الأمر، أو باللسان، أو بالقلب مع مغادرة ذلك الحفل.
رابعاً: طاعة الوالدين مقيَّدة في غير معصية لله عز وجل، لأن حقَّ الله تعالى مقدَّم على حقِّ الوالدين، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، كما جاء في الحديث: (لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ذلك:
فلا يجوز لك أن توافق على هذا الحفل، وعليك أن تستعين ببعض أهل الفضل والعلم والصلاح لإقناع والدك بحرمة هذا الفعل، وأن يذكِّروه بتحكيم الشرع في جميع أقوالنا وأفعالنا، فإن أصرَّ الوالد على إقامة الحفل المشتمل على المنكرات فيجب عليك أن تتغيَّب عن الحفل، ولا تشارك فيه عند وجود المنكرات.
وإنا نرجو الله تعالى أن يردَّنا إلى دينه ردّاً جميلاً، وأن يشرح صدورنا للطاعة، وأن يحبِّب إلى قلوبنا الإيمان. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
