الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تُسَافِرْ المَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ: اخْرُجْ مَعَهَا).
وذكر جمهور الفقهاء على أن المرأة لا يحلُّ لها أن تسافر مسافة القصر إلا مع زوج أو محرم، وذلك حفاظاً على عرضها، وتكريماً لها، ووقايةً لها من الفتن، وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والعياذ بالله تعالى.
وبناء على ذلك:
فلا يجوز لأختك أن تسافر مسافة القصر بدون زوج أو محرم، لأنَّ تعلُّم العلم، وخاصة العلوم الدنيوية، فرضٌ على الكفاية، إن قام به البعض سقط الإثم عن الآخرين.
أما إذا سافر مع محرم لها، وبقيت في تلك البلدة لوحدها بدون محرم، مع نساء ثقات، فلا بأس في ذلك، ولكن الأولى وجود محرم معها، وذلك حفاظاً عليها وصيانةً لكرامتها، وخاصة في هذا الزمن الذي كثر فيه الفسق والفجور. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
