الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذكر الفقهاء بأنه يستحبُّ تجديد الشكر لله تعالى عند تجدُّد النعم لفظاً بالحمد والثناء، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَن العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم. ولحديث: (الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حديث حسن.
ويكون الشكر كذلك بفعل قربة من القرَب، ومنها أن يذبح ذبيحة، أو يصنعَ طعاماً، وخاصة بالنسبة للبيت أن يعمل له وكيرة ـ ذبيحة ـ وهي مستحبَّة عند جمهور الفقهاء، ولا تتأكَّد تأكُّد وليمة النكاح.
وبناء على ذلك:
فيستحبُّ ذبح ذبيحة، أو عمل وليمة، كلَّما تجدَّدت النعمة، من مسكن جديد، وتسمى وكيرة، أو قدوم غائب، وتسمى نقيعة، أو عند ختم الصبي القرآن الكريم وتسمى الحِذَّاق، وكذلك عند شراء مركوب أو نجاح وما شاكل ذلك.
وعلى فاعل ذلك أن ينوي بها الشكر لله تعالى، وإطعامَ إخوانه، وبذلَ طعامه، ليكون له بذلك أجر.
ويجب أن يحذر المؤمن مما يفعله بعض عوامِّ الناس من تلطيخ باب المنزل الجديد، أو السيارة، بالدم. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
