يفعل الفاحشة مع صديقه

470 - يفعل الفاحشة مع صديقه

30-08-2007 61 مشاهدة
 السؤال :
لِي صَدِيقٌ قَدِيمٌ وَهَذَا الصَّدِيقُ هُوَ لِي أَكْثَرُ مِنْ أَخٍ، بَعْدَ صَدَاقَةٍ دَامَتْ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ بَدَأَ هَذَا الصَّدِيقُ يُغْوِينِي وَشَدِّي لِلْفِعْلِ بِهِ، حَتَّى وَقَعْتُ بِهِ، وَأُحَاوِلُ التَّخَلُّصِ مِنْهُ وَلَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ مِنَ الأُنَاسِ المُخْلِصِينَ، وَإِنِّي كُلَّمَا أُحَاوِلُ أَنْ أُمَانِعَ في نَفْسِي أُجْبِرُهَا عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهِ وَأَنْصَحُهُ بِالاسْتِقَامَةِ إِلَّا أَنَّنِي أَقَعُ في هَذِهِ الجَرِيمَةِ مَرَّةً أُخْرَى؛ أُحَاوِلُ التَّخَلُّصَ مِنْهُ وَقِتَالَهُ لِيَزْعَلَ مِنِّي أَجِدُ نَفْسِي أَعودُ وَأُصَالِحُهُ، مَاذَا أَفْعَلُ وَجَزَاكُمُ اللهُ كُلَّ خَيْرٍ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 470
 2007-08-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فَيَا أَخِي الكَرِيمُ: قِصَّتُكَ وَاللهِ تُدْمِي القَلْبَ قَبْلَ أَنْ تُبْكِيَ العَيْنَ، يَا أَخِي الحَبِيبُ: أَنْتَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ مُؤْمِنٌ، أَلَا تَخَافُ نَتَائِجَ العَمَلِ؟ أَمَا قَرَأْتَ القُرْآنَ العَظِيمَ وَهُوَ يُحَدِّثُكَ عَنْ نَتِيجَةِ قُرَنَاءِ السُّوءِ.

اقْرَأْ يَا أَخِي قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾.

وَاقْرَأْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.

وَاقْرَأْ وَتَدَبَّرْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

هَلْ تَعْلَمُ يَا أَخِي بِأَنَّ القُرَنَاءَ وَالأَصْحَابَ يَتَخَلَّى بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ يَوْمَ القِيَامَةِ؟

اقْرَأْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

وَاقْرَأْ قَوْلَهُ تعالى وَهُوَ يُخْبِرُنَا عَنْ قَوْلِ شَيْخِ شَيَاطِينِ الجِنِّ وَالإِنْسِ: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

يَا أَخِي الحَبِيبُ: اسْمَعْ مَاذَا يَقُولُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ».

وَيَقُولُ لَنَا في حَدِيثٍ آخَرَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» رواه أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً» رَوَاهُ الشَّيْخَانُ.

رُوحِي الفِدَاءُ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمْ هُوَ حَرِيصٌ عَلَيْنَا، وَصَدَقَ اللهُ القَائِلُ في حَقِّهِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

أَخِي الكَرِيمُ: صَاحِبُكَ هَذَا لَا أَرَاهُ إِلَّا شَيْطَانًا لَكَ، لَوْ قِيلَ لَكَ: إِنَّ فُلَانًا مُصَابٌ بِمَرَضٍ مُعْدٍ فَهَلْ تُجَالِسُهُ؟

الجَوَابُ: قَطْعًا لَا، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْكَ، كَيْفَ تَكُونُ حَرِيصًا عَلَى جَسَدِكَ الَّذِي مَآلُهُ لِلتُّرَابِ، وَلَا تَكُونُ حَرِيصًا عَلَى دِينِكَ؟ كُنْ رَجُلًا وَاقْطَعِ الصِّلَةَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَعَضَّ عَلَى يَدَيْكَ مِنَ النَّدَمِ.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 817
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 792
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 851
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 867
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1836
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 1040
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5629
المقالات 3189
المكتبة الصوتية 4847
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 417354866
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :