هل صحيح أن الزاني يزنى به؟

493 - هل صحيح أن الزاني يزنى به؟

08-09-2007 2080 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: (الزَّانِي يُزْنَى بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِ بَيْتِهِ)؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟ وَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا القَوْلِ وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 493
 2007-09-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ هَذِهِ العِبَارَةَ مِنْ كَلَامِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، حَيْثُ قَالَ أَبْيَاتًا مِنَ الشِّعْرِ يُحَرِّضُ فِيهَا الأُمَّةَ عَلَى العِفَّةِ وَالطَّهَارَةِ وَاحْتِرَامِ أَعْرَاضِ النَّاسِ، وَهَذِهِ الأَبْيَاتِ هِيَ:

عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ في المَحْرَمِ   ***   وَتَجَنَّبُــــوا مَــا لَا يَلِيقُ بِمُسْلِمِ

إِنَّ الـــزِّنَا دَيْـنٌ فَـإِنْ أَقْرَضْتَهُ   ***   كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَـيْتِكَ فَاعْلَمِ

يَا هَاتِكًا حُرَمَ الرِّجَالِ وَقَاطِعًا   ***   سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشْتَ غَـــيْرَ مُكَرَّمِ

لَوْ كُنْتَ حُرًّا مِنْ سُلَالَةِ مَاجِدٍ   ***   مَا كُنْتَ هَتَّاكًا لِـــحُرْمَةِ مُـسْلِمِ

مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَــوْ بِجِدَارِهِ    ***   إِنْ كُــنْتَ يَـــا هَـذَا لَبِيبًا فَافْهَمِ

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: (مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِهِ) تَعْلِيمٌ لِلْعُقَلَاءِ بِأَنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾.

وَأَمَّا التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا الكَلَامِ وَبَيْنَ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾:

أَقُولُ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ: إِذَا كَانَتْ مَحَارِمُ الزَّانِي أَوْ زَوَجَتُهُ يَرْضَيْنَ للرَّجُلِ بِاقْتِرَافِ الفَاحِشَةِ كَمَا هُوَ شَأْنُ بَعْضِ النِّسَاءِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، فَإِنَّ الانْتِقَامَ يَكُونُ مِنْهُنَّ أَوْ مِنْ بَعْضِهِنَّ لِأَنَّ مَنْ رَضِيَ بِالمَعْصِيَةِ كَانَ كَمَنْ فَعَلَهَا، وَيَكُونُ عِنْدَهَا الجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ.

أَمَّا إِذَا لَمْ يَرْضَيْنَ بِهَذَا المُنْكَرِ، وَأَمَرْنَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَمْ يَسْتَجِبِ الرَّجُلُ فَإِنَّ الوِزْرَ عَلَيْهِ، وَهُنَّ مَحْفُوظَاتٌ بِإِذْنِ اللهِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. وَكَذَلِكَ يَكُنَّ مَحْفُوظَاتٍ بِإِذْنِ اللهِ إِذَا لَمْ يَعْلَمْنَ بِانْحِرَافِ الرَّجُلِ.

وَلِذَلِكَ نَبَّهَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِانْتِقَاءِ الصَّالِحِينَ لِبَنَاتِنَا بِقَوْلِهِ: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

وَنَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَسْتُرَ أَعْرَاضَنَا وَأَعْرَاضَ المُسْلِمِينَ. آمين.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2080 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الأسرة والعلاقات الاجتماعية

 السؤال :
 2021-08-29
 3388
إِنْسَانٌ أَسَاءَ إِلَيَّ كَثِيرًا، وَأَنَا أَسُبُّهُ وَأَشْتُمُهُ في نَفْسِي، فَهَلْ في ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ شَرْعِيٍّ عَلَيَّ؟
 السؤال :
 2020-12-30
 1774
هَلِ الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ مُرْتَبِطَةٌ بِاسْمِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ شَقَاءً وَضَنْكًا أَو سَعَادَةً؟
 السؤال :
 2020-06-30
 1144
هَلْ مِنْ نَصِيحَةٍ لِحَمَاةِ الزَّوْجَةِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ حَالَهَا؟
 السؤال :
 2020-03-01
 1395
أُمِّي مُقِيمَةٌ في بَلْدَةٍ غَيْرِ التي أَنَا أُقِيمُ فِيهَا، وَتَطْلُبُ مِنِّي زِيَارَتَهَا، وَعِنْدِي أَوْلَادٌ لَا أَسْتَطِيعُ السَّفَرَ بِهِمْ، وَزَوْجِي صَاحِبُ عَمَلٍ، وَهُوَ لَا يُعَارِضُ بِشَأْنِ زِيَارَةِ أُمِّي، وَلَكِنْ يَرْجُونِي أَنْ لَا أَجْعَلَهُ في حَرَجٍ في سَفَرِي، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 2910
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، وَيَأْمُرُهَا وَالِدَاهَا بِزِيَارَتِهِمَا كَثِيرًا، وَالزَّوْجُ يَرْفُضُ هَذَا إِلَّا في حُدُودِ المَعْقُولِ وَالمُتَعَارَفِ، فَلِمَنْ تُطِيعُ الزَّوْجَةُ في هَذَا الحَالِ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 4695
أَخِي تَزَوَّجَ مِنِ امْرَأَةٍ، وَهِيَ تَسْكُنُ عِنْدَنَا في البَيْتِ، وَلَكِنَّهَا سَيِّئَةُ الأَخْلَاقِ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ نَتَعَامَلُ مَعَهَا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5698
المقالات 3214
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 423232103
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :