معنى قول السيدة رابعة: أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك.....

508 - معنى قول السيدة رابعة: أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك.....

22-09-2007 73443 مشاهدة
 السؤال :
سيدي فضيلة الشيخ: تقول السيدة رابعة العدوية في دعائها: اللهم إني أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، ولكنك إله تستحق العبادة. أرجو شرح ذلك. حيث إني أعبد ربي خوفاً من ناره وطمعاً في جنته. أرجو تبيان ذلك
 الاجابة :
رقم الفتوى : 508
 2007-09-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فهذه الجملة التي تقولها السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها هي الحقيقة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم ومسلمة، لأن ربنا جل جلاله إله يستحق العبادة، وأن تكون العبادة خالصة لوجهه الكريم، وذلك لقول الله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}. ولقوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}. وقد يتوهم إنسان من عبارة السيدة رابعة، ويقول: كيف لا يُعبدُ الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته؟ نقول لهذا المتوهم: هب أنه لا توجد جنة ولا نار، أيُعبد الله أم لا؟ أيستحق العبادة أم لا؟ طبعاً الجواب: نعم يستحق العبادة ولو لم توجد جنة ولا نار، وهذا هو قصد السيدة رابعة رضي الله عنها، وهذا ما يجب على كل مسلم أن يعتقده. ونقول كذلك لهذا المتوهم: هب بأن بغيتك قد تحققت وجاءتك البشارة بأنك لست من أهل النار وإنما أنت من أهل الجنة، فهل تترك العبادة مع تحقق المقصود؟ الجواب: قطعاً لا يتركها، لقوله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} فلو جاءت البشارة، فالعبادة لا تُترك لأنه إله يستحق العبادة. ونقول لهذا المتوهم: هب ـ لا قدر الله ـ بأن العبد من أهل النار حتماً، هل يترك عبادة ربه؟ الجواب: قطعاً لا، لأنه عبد ووظيفة العبد أن يقوم بوظيفة العبودية إن أعطاه سيده أو منعه. لذلك فالعبد المؤمن يعبد الله لله، لا لجنة طمعاً فيها، ولا لنار خوفاً منها، وإنما يسأل الله الجنة عبودية، ويتعوذ بالله من النار عبودية، لأن من جملة وظائف العبد الدعاء، وذلك لقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}. ومن جملة الدعاء نسأله الجنة، ونعوذ به من النار، فالدعاء مطلوب من العبد ولو كان مبشراً بالجنة. وبناء عليه: فقول السيدة رابعة رضي الله عنها هو حق، وهو واجب على كل مؤمن أن يعتقده، بل أقول: هو اعتقاد كل مؤمن، حيث يعبد العبد ربه لأنه إله يستحق العبادة، ومن العبادة الدعاء. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
73443 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الدعاء وآدابه

 السؤال :
 2022-12-25
 801
هَلْ يَجُوزُ الدُّعَاءُ عَلَى مَنْ ظَلَمَ المُسْلِمِينَ؟
رقم الفتوى : 12331
 السؤال :
 2022-06-07
 619
مَا الأَدْعِيَةُ التي تَقِي الإِنْسَانَ مِنَ العَيْنِ؟
رقم الفتوى : 11986
 السؤال :
 2022-02-11
 963
هَلْ هُنَاكَ دُعَاءٌ خَاصٌّ لِشَخْصٍ نُحِبُّهُ، مِنْ أَجْلِ هِدَايَتِهِ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟
رقم الفتوى : 11783
 السؤال :
 2022-01-20
 509
هَلْ تُوجَدُ أَدْعِيَةٌ خَاصَّةٌ للوِقَايَةِ مِنَ الفِتَنِ؟
رقم الفتوى : 11726
 السؤال :
 2021-07-05
 1434
أَلَا يُوجَدُ دُعَاءٌ لِطَرْدِ الوَسْوَاسِ وَالخَوَاطِرِ الرَّدِيئَةِ التي تَعْتَرِي الإِنْسَانَ؟
رقم الفتوى : 11346
 السؤال :
 2021-03-22
 15878
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ نَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ؟ لِأَنَّهُ يُعْتَقُ مِنْهَا مَنْ دَخَلَهَا، فَهَلْ مَنْ يَدْعُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَطْلُبَ العِتْقَ مِنْهَا؟
رقم الفتوى : 11071

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414339599
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :