تزوج من امرأة غير المواصفات التي يريدها

514 - تزوج من امرأة غير المواصفات التي يريدها

26-09-2007 83 مشاهدة
 السؤال :
أَنَا شَابٌّ أَرَدْتُ الزَّوَاجَ وَأَعْدَدْتُ فِي نَفْسِي المُوَاصِفَاتِ لِلزَّوْجَةِ الَّتِي أَرْغَبُ بِهَا لِتَخْطُبَ لِي أُمِّي فَتَاةً عَلَى هَذِهِ المُوَاصَفَاتِ، لَكِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ لَا تَنْطَبِقُ عَلَيْهَا تِلْكَ المُوَاصَفَاتِ إِلَّا بِالشَّيْءِ اليَسِيرِ، وَتَمَّ الزَّوَاجُ، ثُمَّ حَمَلَتْ زَوْجَتِي وَجَاءَنِي مَوْلُودَانِ، وَأَنَا الآنَ أَتَحَسَّرُ عَلَى هَذَا الزَّوَاجِ وَأَعِيشُ فِي نَفْسِي حَالَةَ نَقْصٍ أَشْعُرُ بِهَا كُلَّمَا تَذَكَّرْتُ تِلْكَ المُوَاصَفَاتِ، وَأَتَذَمَّرُ وَأَتَضَجَّرُ مِنْ هَذِهِ الحَالَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا، وَأَحْيَانًا أُفَكِّرُ فِي الزَّوَاجِ مِنِ امْرَأَةٍ ثَانِيَةٍ تُوجَدُ فِيهَا مُعْظَمُ المُوَاصَفَاتِ عَلَى الأَقَلِّ لِتُعَوِّضَ لِيَ النَّقْصَ الَّذِي أَشْعُرُ بِهِ فِي زَوَاجِيَ الأَوَّلِ، وَقَنَاعَةُ زَوْجَتِي أَعْرِفُ أَنَّهَا لَا تُؤَيِّدُ زَوَاجِي، وَتَقُولُ إِنَّهَا مَا إِنْ تَسْمَعُ بِنَبَأِ زَوَاجِي إِلَّا وَتَرَكَتِ البَيْتَ إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ، حَتَّى وَلَا إِلَى أَهْلِهَا، وَأَنَا الآنَ مُتَشَتِّتٌ، مُرْتَاحٌ مَعَهَا إِلَى حَدٍّ مَا، لَكِنَّنِي فِي نَفْسِي بِحَاجَةٍ إِلَى تَعْوِيضٍ عَمَّا فَاتَنِي، أَسْتَشِيرُكُمْ وَأْسْتَنْصِحُكُم أَفِيدُونِي.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 514
 2007-09-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَقُولُ لَكَ يَا أَخِي الكَرِيمَ: اسْمَعْ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

وَمِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: «وَأَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تَكِلْنِي إِلَى ضَعْفٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ» رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَتُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، تُوَفِّينِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ» رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.

ثِقْ تَمَامًا يَا أَخِي بِأَنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ فِيمَا اخْتَارَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، وَاسْتَقْبِلْ هَذَا القَدَرَ بِالرِّضَا، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

رُبَّمَا يَا أَخِي أَنْ يَكُونَ الَّذِي كَانَ فِي ذِهْنِكَ مِنْ مُوَاصَفَاتٍ سَبَبًا فِي فِتْنَتِكَ فِي دِينِكَ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ بَعْضِ الصَّالِحِينَ: تَدْبِيرِي تَدْمِيرِي، وَتَدْبِيرُهُ تَعْمِيرِي، وَاتْرُكْ مُرَادَكَ لِمُرَادِ اللهِ تعالى.

وَأُذَكِّرُكَ يَا أَخِي بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.

لَا تَدْرِي مَا خَبَّأَ اللهُ لَكَ فِي الغَيْبِ، وَتَذَكَّرْ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَوْدَاءُ وَلُودٌ خَيْرٌ مِنْ حَسْنَاءَ لَا تَلِدُ، إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ.

فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي رَزَقَكَ امْرَأَةً وَلُودًا، وَتَذَكَّرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ. أَيْ: لَا يَبْغَضْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً.

بِاللهِ عَلَيْكَ يَا أَخي أَلَا تَرَى هَذِهِ الزَّوْجَةَ عَفِيفَةً طَاهِرَةَ الذَّيْلِ، تَحْفَظُكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِكَ، وَاللهِ هَذَا يَكْفِيكَ، وَعَلَيْكَ بِغَضِّ البَصَرِ.

وَأَخِيرًا: لَا أَنْصَحُكَ بِالزَّوَاج مِنِ امْرَأَةٍ ثَانِيَةٍ، وَذَلِكَ حِفَاظًا عَلَى أُسْرَتِكَ، وَعَلَى رَاحَتِكَ أَنْتَ بِالذَّاتِ.

أَكْثِرْ يَا أَخِي مِنَ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللهِ تعالى مَعَ غَضِّ البَصَرِ، وَعَدَمِ الحَدِيثِ عَنِ النِّسَاءِ فِي مَجَالِسِكَ مَعَ أَصْحَابِكَ.

أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكَ الاسْتِقْرَارَ، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
83 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 947
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 920
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 930
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 998
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1956
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 1155
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5633
المقالات 3197
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419090704
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :