معنى: {أُمَّةً وَسَطاً}

5768 - معنى: {أُمَّةً وَسَطاً}

26-02-2013 18147 مشاهدة
 السؤال :
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}. فما هو المقصود في الوسط في هذه الآية الكريمة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5768
 2013-02-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحقُّ سبحانَهُ وتعالى خاطَبَ المؤمنينَ في هذهِ الآيةِ الكريمةِ مُذَكِّراً لهُم بِفَضلِهِ ومِنَّتِهِ قائلاً: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾. أي: كما هَدَيناكُم إلى الصِّراطِ المستقيمِ وهوَ دِينُ الإسلامِ، وحَوَّلناكُم إلى قِبلةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ واختَرناها لكُم، جَعلناكُم خِياراً عُدولاً، فأنتُم خِيارُ الأمَمِ، فلا إفراطَ ولا تَفريطَ في شأنِ الدِّينِ والدُّنيا، وبلا غُلُوٍّ في دِينِكُم، ولا تَقصيرٍ في دُنياكُم.

فأنتُم لستم كاليهودِ والمشركينَ المادِّيِّينَ، ولا بالرُّوحانِيِّينَ كالنَّصارى، وإنَّما جَمَعتُم بينَ الحقَّينِ، حقِّ الجَسَدِ، وحقِّ الرُّوحِ، ولم تُهمِلوا أيَّ جانِبٍ منهُما تَمَشِّياً مع الفِطرةِ الإنسانِيَّةِ القائِمَةِ على أنَّ الإنسانَ روحٌ وجَسَدٌ.

وأنتُم شُهَداءُ على الأمَمِ السَّابِقَةِ يومَ القِيامَةِ، فَتَشهَدونَ أنَّ الرُّسُلَ عليهِمُ السَّلامُ بَلَّغوا دَعوَةَ الله تعالى لأُمَمِهِم، كما جاء في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ».

وبناء على ذلك:

 فالمَقصودُ بالوَسَطِ في حقِّ هذهِ الأمَّةِ، أنَّها أمَّةٌ مُعتَدِلَةٌ، ليست مادِّيَّةً مَحضَةً، ولا رُوحانِيَّةً مَحضَةً،فهيَ أمَّةٌ تُعطي للجَسَدِ حقَّهُ، وللرُّوحِ حقَّها، فهيَ وَسَطٌ في الأمَمِ كُلِّها.

حتَّى في العقيدَةِ هيَ أُمَّةُ وسَطٍ، فهناكَ من أنكَرَ وجودَ اللهِ تعالى، وهناكَ من أسرَفَ فَعَدَّدَ الآلهةَ، أمَّا هذهِ الأمَّةَ فهيَ أمَّةُ التَّوحيدِ التي تقولُ لا إلهَ إلا اللهُ فما أنكرت وجودَ اللهِ، وما عدَّدتِ الآلِهَةَ.

وهذهِ الأُمَّةُ شاهِدَةٌ على الأمَمِ بأنَّ أنبياءَهُم بَلَّغوهم، وشَهِدوا على الأمَمِ بما أخبَرَهُمُ اللهُ تعالى عنهُم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18147 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 305
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1467
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414937762
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :