الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الطبراني في الأوسط عن ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ يَظهَرُ الرِّبا، والزِّنا، والخَمرُ».
وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْكُلُونَ فِيهِ الرِّبَا».
قِيلَ لَهُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ؟
قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ».
ثانياً: روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ».
وبناء على ذلك:
فمن علاماتِ قِيامِ السَّاعَةِ انتِشارُ الرِّبا وأكلُ الحَرَامِ، حتَّى يَأتي زَمَانٌ كُلُّ وَاحِدٍ من الأمَّةِ سَيَأكُلُ الرِّبا، والذي لا يَأكُلُهُ يُصيبُهُ من غُبارِهِ، وهذا هوَ الحاصِلُ في هذا الزَّمانِ، وإلى الله تعالى المُشتَكى.
ولا يَعنِي هذا أنَّ المالَ صَارَ كُلُّهُ حَراماً، بل يَعني أنَّ الإنسانَ لا يُبالي في آخِرِ الزَّمانِ من أيِّ وجهٍ جَمَعَ المالَ، وإلا فأخذُ المالِ من الحلالِ ليسَ حراماً ولا مَذموماً. هذا، والله تعالى أعلم.