لم يلقنه الشهادتين

5920 - لم يلقنه الشهادتين

10-07-2013 37681 مشاهدة
 السؤال :
أنا طالب علم، وجاءني شاب نصراني يريد أن ألقنه الشهادتين طمعاً منه بالزواج من امرأة مسلمة، فرفضت أن ألقنه الشهادتين، لأنه ما جاء إلا بقصد الزواج من المرأة المسلمة. ولكن ندمت على ما فعلت، فهل كنت على خطأ أم صواب في رده؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5920
 2013-07-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الإنسانُ المُسلِمُ حَريصٌ كُلَّ الحِرصِ على هِدايَةِ الخَلقِ فَضلاً عن طَالِبِ العِلمِ، وذلكَ لقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَالله لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رواه الشيخان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: الإنسانُ المُسلِمُ له الظَّاهِرُ، واللهُ تعالى يَتَوَلَّى السَّرائِرَ، والقَلبُ لا يَطَّلِعُ عليه إلا اللهُ تعالى.

ثالثاً: عَدَّ الفُقَهاءُ من أسبابِ الرِّدَّةِ عن الإسلامِ أن يَأبَى الرَّجُلُ المُسلِمُ تَلقِينَ الكَافِرِ كَلِمَةَ الشَّهادَتَينِ، أو أن يَقولَ له: لا تَتَعَجَّل بالإسلامِ، فَكِّر قَبلَ دُخولِكَ في الإسلامِ، لأنَّكَ إذا دَخَلتَ فيهِ، ثمَّ فَكَّرتَ في الرِّدَّةِ وارتَدَدتَ فإنَّكَ تُقتَلُ. لأنَّ هذا يُعتَبَرُ صَدَّاً عن دِينِ الله عزَّ وجلَّ.

رابعاً: نَصَّ الفُقَهاءُ على أنَّهُ يَجِبُ على المُصَلِّي أن يَقطَعَ صَلاتَهُ لإنقاذِ غَريقٍ إذا لم يوجَد غيرُهُ، وإنَّ إنقاذَ الرَّجُلِ من الخُلودِ في النَّارِ أَولى من إنقاذِ الغَريقِ.

خامساً: لقد كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعطِي عَطاءَ من لا يَخشى الفَقرَ تَرغِيباً في الدُّخولِ في الإِسلامِ، لذلكَ قالَ أحَدُهُم: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ. رواه الإمام مسلم عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

ويَقولُ سيِّدُنا أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُسْلِمُ لِلشَّيْءِ مِنَ الدُّنْيَا، لاَ يُسْلِمُ إِلاَّ لَهُ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. رواه أبو يعلى.

وبناء على ذلك:

 فما فَعَلتَهُ كبيرَةٌ من الكبائِرِ، وعليكَ أن تُجَدِّدَ إسلامَكَ بِسَبَبِ رَدِّكَ لهذا النَّصرانِيِّ الذي جاءَ رَاغِباً الدُّخولَ في الإِسلامِ، ولو كانَ طامِعاً لِحَظٍّ من حُظوظِ الدُّنيا.

وكانَ بإمكانِكَ أن تُلَقِّنَهُ الشَّهادَتَينِ مُباشَرَةً، ثمَّ تَنصَحُ أهلَ الفتاةِ المُسلِمَةِ أن يَتَرَيَّثوا في تَزويجِ ابنَتِهِم له.

وأرجو اللهَ تعالى أن لا يُدرِكَ هذا النَّصرانِيَّ الموتُ حتَّى يُسلِمَ، لأنَّهُ إن ماتَ على نَصرانِيَّتِهِ ولم يُسلِم كانَ وِزرُهُ في ظاهِرِ الأمرِ عليكَ.

فإذا كانَ بإمكانِكَ الاتِّصالُ به فأسرِعْ للاتِّصالِ به، ولَقِّنْهُ الشَّهادَتَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
37681 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2023-03-25
 889
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ طُلَّابِ العِلْمِ مَنْ يَقُولُ: اليَهُودُ وَالنَصَارَى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَهَذَا مَا ثَبَتَ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
 السؤال :
 2023-02-06
 649
مَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ العَقْلِ وَالقَلْبِ، وَأَيْنَ مَحَلُّ العَقْلِ مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ؟
 السؤال :
 2022-12-25
 6096
إِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ صَائِمَةً وَمُصَلِّيَةً، إِلَّا أَنَّهَا مُتَبَرِّجَةٌ، فَهَلْ تَكُونُ مِنَ الخَالِدِينَ في النَّارِ بِسَبَبِ تَبَرُّجِهَا وَغِوَايَتِهَا؟
 السؤال :
 2022-12-25
 588
هَلْ دُخُولُ الجَنَّةِ بِالفَضْلِ أَمْ بِالعَمَلِ؟ فَإِنْ كَانَ بِالفَضْلِ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 562
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَدَفْنِهِ يَرَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2022-09-02
 272
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ قَرِيبٍ عَنِ الدَّعْوَةِ إلى الدِّيَانَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ، فَمَا هِيَ هَذِهِ الدِّيَانَةُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414306326
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :