الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: ذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ والحَنابِلَةُ إلى أنَّ الدَّمَ ناقِضٌ للوُضوءِ إذا خَرَجَ من غَيرِ السَّبيلَينِ وكانَ سائِلاً وتَجاوَزَ مَحَلَّهُ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْوُضُوءُ مِنْ كُلِّ دَمٍ سَائِلٍ» رواه الدار قطني عن تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ والمالِكِيَّةُ إلى أنَّ الدَّمَ إن لم يَكُنْ خارِجاً من السَّبيلَينِ فَلَيسَ بِناقِضٍ للوُضوءِ.
ثانياً: أصحابُ الأعذارِ يَتَوَضَّؤونَ بَعدَ دُخولِ وَقتِ الصَّلاةِ.
وبناء على ذلك:
فالدَّمُ ناقِضٌ للوُضوءِ عِندَ الحَنَفِيَّةِ والحَنابِلَةِ، ولَيسَ بِناقِضٍ للوُضوءِ عِندَ الشَّافِعِيَّةِ والمالِكِيَّةِ، وبِإمكانِهِ أن يُصَلِّيَ ولو لم يَتَوَقَّفْ سَيَلانُ الدَّمِ.
وإذا كانَ الدَّمُ مُستَمِرَّاً ويَستَغرِقُ وَقتَ الصَّلاةِ كامِلاً، فَصَاحِبُهُ من أصحابِ الأعذارِ، فَبِإمكانِهِ أن يَتَوَضَّأَ ويُصَلِّيَ عِندَ الحَنَفِيَّةِ والحَنابِلَةِ، وأمَّا إذا لم يَستَغرِقِ الوَقتَ فَيَجِبُ انتِظارُ انقِطاعِهِ ثمَّ يَتَوَضَّأُ ويُصَلِّي؛ هذا عِندَ الحَنَفِيَّةِ والحَنابِلَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
