{لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ}

6085 - {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ}

07-01-2014 2780 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى في سورة الأنفال: {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6085
 2014-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذهِ الآيَةُ الكَريمَةُ نَزَلَت في مَوقِعَةِ بَدْرٍ الكُبرى، حَيثُ ظَهَرَت حَقيقَةُ المُؤمِنِ بأنَّهُ كانَ على بَيِّنَةٍ من أمرِهِ وعَلِمَ أنَّ اللهَ تعالى حَقٌّ، وأنَّ الرَّسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وأنَّ الإسلامَ حَقٌّ، وأنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ حَقٌّ، فَصارَ بهذا الإيمانِ حَيَّاً، لأنَّهُ استَجابَ لأمْرِ الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. فَصارَ حَيَّاً عن بَيِّنَةٍ ودَليلٍ وحُجَّةٍ شَاهَدَها يَومَ بَدْرٍ حَيثُ كانَتِ الآيَاتُ الوَاضِحَةُ.

وكذلكَ ظَهَرَت حَقيقَةُ العَبدِ الكافِرِ بأنَّ هَلاكَهُ كانَ بَعدَ ظُهورِ البَيِّنَةِ والدَّليلِ والحُجَّةِ عَلَيهِ، وقد شَاهَدَها يَومَ بَدْرٍ.

فَيَومُ بَدْرٍ هوَ يَومُ الفُرقانِ، حَيثُ فُرِّقَ فيه بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ فِعلاً، فمن يَكفُرْ بَعدُ فإنَّما يَكفُرُ في غَيرِ شُبهَةٍ، يَكفُرُ عن بَيِّنَةٍ وقِيامِ الحُجَّةِ عَلَيهِ، ومن يُؤمِنْ بَعدُ فإنَّهُ يُؤمِنُ عن بَيِّنَةٍ وحُجَّةٍ واضِحَةٍ لهُ.

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ وَعيدٌ من الله تَبارَكَ وتعالى للعَبيدِ، فإهلاكُ اللهُ تعالى العَبدَ لا يَكونُ إلا بَعدَ قِيامِ الحُجَّةِ عَلَيهِ، وحَياةُ العَبدِ لا تَكونُ إلا بَعدَ قِيامِ الحُجَّةِ عَلَيهِ، والسَّعيدُ من استَجابَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

فمن استَجابَ لله وللرَّسولِ فهوَ حَيٌّ عن بَيِّنَةٍ وحُجَّةٍ وبُرهانٍ، ومن لم يَستَجِبْ فهوَ هالِكٌ في الدُّنيا والآخِرَةِ معَ قِيامِ الحُجَّةِ عَلَيهِ ﴿فلله الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2780 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414945020
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :