جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ

6242 - جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ

13-04-2014 71157 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى الحديث الشريف الذي رواه الشيخان عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لَأَبَرَّهُ؛ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ، كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6242
 2014-04-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا الحَديثُ رواه الشَّيخان في صَحيحَيهِما.

قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ». مِنهُم من رواهُ بَفَتحِ العَينِ «مُتَضَعَّف». فَيَكونُ مَعناهُ: يَستَضْعِفُهُ النَّاسُ، ويَحتَقِرونَهُ،  وَيَتَجَبَّرُونَ عَلَيْهِ لِضَعْفِ حَاله فِي الدُّنْيَا، فلا مالَ ولا جَاهَ ولا سُلطانَ ولا أصحَابَ لَهُ.

ومِنهُم من رواهُ بِكَسرِ العَينِ «مُتَضَعِّف». فَيَكونُ مَعناهُ: كُلُّ مُتَوَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ، خَامِلِ الذِّكْرِ، وَاضِعٍ مِنْ نَفْسه؛ أو قد يَكونُ: رَقيقَ القَلبِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، مُخبِتاً للإيمانِ.

من كانَ هذا وَصْفَهُ وهوَ من أهلِ الصَّلاحِ والإيمانِ والتَّقوَى، لو حَلَفَ يَميناً طَمَعاً في كَرَمِ الله تعالى في أن يُبَرِّرَ اللهُ قَسَمَهُ لَأَبَرَّ اللهُ تعالى قَسَمَهُ.

أمَّا قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ». العُتُلُّ: الْجَافِي الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ بِالْبَاطِلِ.

الجَوَّاظُ: الْجَمُوعُ الْمَنُوعُ، يَجمَعُ المالَ ويَمنَعُهُ؛ وقِيلَ: ضَخمُ الجِسمِ، المُختالُ في مِشيَتِهِ.

المُستَكبِرُ: هوَ المُتَعالِي على خَلْقِ الله تعالى، بِنِعمَةٍ من النِّعَمِ التي أسبَغَها اللهُ تعالى عَلَيهِ.

وبناء على ذلك:

فَوَصْفُ أكثَرِ أهلِ الجَنَّةِ هوَ أصلُ التَّواضُعِ والخُلُقِ الحَسَنِ،  الذينَ لا يُقَابِلونَ السَّيِّئَةَ بالسَّيِّئَةِ؛ وَوَصْفُ أكثَرِ أهلِ النَّارِ هُم قُساةُ القُلوبِ، إذا خَاصَموا فَجَروا، والذينَ يَجمَعونَ المالَ ويَمنَعونَهُ، والذينَ يَختَالونَ في مِشيَتِهِم، ويَستَكبِرونَ على خَلْقِ الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
71157 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5222
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4567
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3635
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3619
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414916546
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :