«أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»

12425 - «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»

25-02-2023 369 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12425
 2023-02-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، جَعَلَ اللهُ عَذَابَهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلَ وَالزَّلَازِلَ وَالْفِتَنَ» وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ وَأَمْثَالُهُ، لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ إِنَّمَا هُوَ في حَقِّ أُنَاسٍ مُذْنِبِينَ تَابُوا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَدَقُوا في تَوْبَتِهِمْ، بَعْدَ أَنْ طَهَّرَهُمُ اللهُ تعالى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِالفِتَنِ أَو الزَّلَازِلِ أَو القَتْلِ، وَتَابُوا إلى اللهِ تعالى تَوْبَةً صَادِقَةً بَعْدَ المَصَائِبِ.

أَمَّا الذينَ ابْتَلَاهُمُ اللهُ تعالى بِالمَصَائِبِ وَالمِحَنِ وَالزَّلَازِلِ وَالحُرُوبِ، وَلَمْ يَتُوبُوا، وَأَصَرُّوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُمْ إلى اللهِ تعالى، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُمْ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ الشَّرِيفُ صَحِيحٌ، فَهَذِهِ الأُمَّةُ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، إِذَا تَابَتْ إلى اللهِ تعالى، وَاتَّبَعَتْ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَشْمَلَهَا الرَّحْمَةُ التي قَالَ فِيهَا مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾.

فَإِذَا تَابَتِ الأُمَّةُ وَطَهَّرَهَا اللهُ تعالى بِالمَصَائِبِ وَالمِحَنِ وَالزَّلَازِلِ، وَمَاتَتْ عَلَى تَوْبَتِهَا فَهِيَ بِإِذْنِ اللهِ تعالى غَيْرُ مُحاسَبَةٍ وَلَا عَذَابَ عَلَيْهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

369 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-02-25
 216
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 1957
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟
 السؤال :
 2022-09-01
 2317
هَلْ وَرَدَ حَدِيثٌ أَنَّهُ لَمْ يُرَ للمُتَحَابِّينَ مِثْلُ النِّكَاحِ؟
 السؤال :
 2022-08-11
 1659
مَا صِحَّةُ هَذَا الحَدِيثِ: دَخَلَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ فَوَجَدَهَا تَجْلُو دِرْهَمًا في يَدِهَا، فَلَمَّا سَأَلَهَا عَنْهُ قَالَتْ: لِأَنِّي قَدْ نَوَيْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: تَصَدَّقِي بِهِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَتْ: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يَقَعُ في يَدِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ في يَدِ الفَقِيرِ، أَو في يَدِ المُحْتَاجِ، وَاللهُ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا؟
 السؤال :
 2022-08-03
 2653
هَلْ وَرَدَ حَدِيثٌ يَقُولُ: زَوِّجُوا أَوْلَادَكُمْ إِذَا بَلَغُوا؟
 السؤال :
 2022-07-28
 1059
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5587
المقالات 3054
المكتبة الصوتية 4465
الكتب والمؤلفات 19
الزوار 409449319
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :