«أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»

12425 - «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»

25-02-2023 2887 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12425
 2023-02-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، جَعَلَ اللهُ عَذَابَهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلَ وَالزَّلَازِلَ وَالْفِتَنَ» وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ وَأَمْثَالُهُ، لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ إِنَّمَا هُوَ في حَقِّ أُنَاسٍ مُذْنِبِينَ تَابُوا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَدَقُوا في تَوْبَتِهِمْ، بَعْدَ أَنْ طَهَّرَهُمُ اللهُ تعالى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِالفِتَنِ أَو الزَّلَازِلِ أَو القَتْلِ، وَتَابُوا إلى اللهِ تعالى تَوْبَةً صَادِقَةً بَعْدَ المَصَائِبِ.

أَمَّا الذينَ ابْتَلَاهُمُ اللهُ تعالى بِالمَصَائِبِ وَالمِحَنِ وَالزَّلَازِلِ وَالحُرُوبِ، وَلَمْ يَتُوبُوا، وَأَصَرُّوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُمْ إلى اللهِ تعالى، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُمْ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ الشَّرِيفُ صَحِيحٌ، فَهَذِهِ الأُمَّةُ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، إِذَا تَابَتْ إلى اللهِ تعالى، وَاتَّبَعَتْ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَشْمَلَهَا الرَّحْمَةُ التي قَالَ فِيهَا مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾.

فَإِذَا تَابَتِ الأُمَّةُ وَطَهَّرَهَا اللهُ تعالى بِالمَصَائِبِ وَالمِحَنِ وَالزَّلَازِلِ، وَمَاتَتْ عَلَى تَوْبَتِهَا فَهِيَ بِإِذْنِ اللهِ تعالى غَيْرُ مُحاسَبَةٍ وَلَا عَذَابَ عَلَيْهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

2887 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 444
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 1506
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 1997
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 1559
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3284
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟
 السؤال :
 2022-09-01
 0
هَلْ وَرَدَ حَدِيثٌ أَنَّهُ لَمْ يُرَ للمُتَحَابِّينَ مِثْلُ النِّكَاحِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5601
المقالات 3123
المكتبة الصوتية 4671
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 410681454
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :