الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَجِبُ على كُلِّ من يَتَعَامَلُ بالبَيعِ والشِّرَاءِ أن يَتَعَلَّمَ تَكَالِيفَ اللهِ تعالى، لأنَّهُ مَا لا يَتِمُّ الوَاجِبُ إلا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» رواه ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وأَجمَعَ العُلَمَاءُ على أَنَّهُ يَجِبُ على من يَعمَلُ بالتِّجَارَةِ أن يَتَعَلَّمَ أَحكَامَ البَيعِ والشِّرَاءِ، حَتَّى لا يَقَعَ في الحَرَامِ، أو الرِّبَا، وهوَ لا يَدرِي.
ثانياً: ثَبَتَ بأَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ يَضرِبُ بالدُّرَّةِ من يَقعُدُ في السُّوقِ وهوَ لا يَعرِفُ الأَحكَامَ، ويَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لا يَقعُدْ في سُوقِنَا من لا يَعرِفُ الرِّبَا.
وكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَطُوفُ بالأَسوَاقِ، ويَضرِبُ بَعضَ التُّجَّارِ بالدُّرَّةِ ويَقُولُ: لَا يَبِعْ فِي سُوقِنَا إِلَّا مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ. رواه الترمذي.
وبناء على ذلك:
فمن أَرَادَ دُخُولَ السُّوقِ للتِّجَارَةِ وَجَبَ عَلَيهِ أن يَتَفَقَّهَ في دِينِ اللهِ تعالى، وأن يَتَعَلَّمَ أَحكَامَ البَيعِ والشِّرَاءِ، وإلا وَقَعَ في الحَرَامِ، أو الرِّبَا، وهوَ لا يَدرِي.
وثَبَتَ عن سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: لا يَبِعْ في سُوقِنَا إلا من تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ. وإلا أَكَلَ الرِّبَا شَاءَ أم أَبَى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
