الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ثَبَتَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواهُ الشَيخَان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ».
وَالِاسْتِحْدَادُ: هُوَ استِعمَالُ الحَدِيدَةِ ـ المُوسَى ـ فِي إِزَالَةِ شَعرِ العَانَةِ، ويُستَحَبُّ أن يَكُونَ هَذا فِي كُلِّ أُسبُوع، وأن لا يُتْرَكَ أكثَرَ مِن أَربَعِينَ يَوماً، لِمَا رواهُ الإمَامُ البُخَاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
وقَد ذَكَرَ الفُقَهَاءُ آدَاباً للِاسْتِحْدَادِ، وقَالُوا:
أن يَبدَأَ فِي حَلقِ العَانَةِ مِن تَحتِ السُّرَّةِ.
وأن يَبدَأ بالجَانِبِ الأَيمَنِ ثُمَّ الأَيسَرِ.
وأن يُزِيلَ الشَّعرَ الذي حَولَ الدُّبُرِ.
وأن يَدفِنَ هَذا الشَّعرَ أو يُوارِيهِ عن أَعيُنِ النَّاسِ.
وبناء على ذلك:
فَإنَّ إزالَةَ الشَّعرِ الذِي يَكُونُ حَولَ حَلَقَةِ الدُبُرِ دَاخِلٌ فِي حَلْقِ العَانَةِ، لأنَّ هَذا مِن تَمَامِ النَّظَافَةِ وكَمَالِ الطَّهَارَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
