ملعون من سأل بوجه الله

6639 - ملعون من سأل بوجه الله

16-12-2014 14848 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة الحديث الشريف: «ملعون من سأل بوجه الله»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6639
 2014-12-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: رَوَى الطَّبرانِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَال: «مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ فَمَنَعَ سَائِلَهُ». ورِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

ورَوَى الطَّبرانِيُّ أيضاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ أَهْدَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ».

ورَوَى أبُو دَاوُد عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ».

ثانياً: قالَ العُلَمَاءُ: إنَّ سُؤالَ اللهِ تَعالى بِوَجهِ اللهِ تَعالى مِن حُطَامِ الدُّنيَا مَنهِيٌّ عَنهُ، لأنَّ اللهَ تَعالى أَعظَمُ مِن أَن يُسأَلَ بِهِ شَيءٌ مِن مَتَاعِ الدُّنيَا، بَل يُسأَلُ بِهِ الجَنَّة، نَحُو نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ، ونَسأَلُ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ أَن تُدخِلَنَا الجَنَّةَ.

وقَالَ آخَرُونَ: لَا تَسأَلُوا مِنَ النَّاسِ شَيئاً بِوَجهِ اللهِ تَعالى، فإنَّ اللهَ تَعالى أَعظَمُ مِن أَن يُسأَلَ بِهِ شَيءٌ مِنَ الحُطَامِ، وذِكْرُ الجَنَّةِ إنَّمَا هُوَ تَنبِيهٌ عَلَى الأُمُورِ العِظَامِ لَا لِلتَّخصِيصِ، فَلَا يُسأَلُ اللهُ تَعالى بِوَجهِهِ فِي الأُمُورِ الدَّنِيَّةِ، بِخِلَافِ الأُمُورِ العِظَامِ.

وبناء على ذلك:

فَيُكرَهُ للإنسَانِ أن يَسأَلَ اللهَ تَعالى، أَو أَحَداً مِنَ النَّاسِ بِوَجهِ اللهِ تَعالى غَيرَ الجَنَّةِ، أوِ الأُمُورِ العِظَامِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِدِينِهِ وآخِرَتِهِ.

ويُندَبُ فِي حَقِّ العَبدِ إِذَا سُئِلَ بِوَجهِ اللهِ تَعالى أَن يُعطِيَ على قَدْر الاستِطَاعَةِ، وذَلِكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ، فأَعِيذُوهُ، ومنْ سَأَل باللهِ، فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ، فَأَجِيبُوه، ومَنْ صنَع إِلَيْكُمْ معْرُوفاً فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ به، فَادَعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُموهُ». روَاهُ أبُو داوُد عَن ابْن عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنْهُما. هذا، والله تعالى أعلم. 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14848 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5221
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4567
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3634
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3619
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414915896
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :