{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ}

6894 - {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ}

15-05-2015 3001 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود من قوله تعالى: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6894
 2015-05-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد كَانَ حَدُّ الزِّنَى في بِدْءِ الأَمْرِ الحَبْسَ والإِمْسَاكَ في البُيُوتِ، قَالَ تعالى: ﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً﴾.

وبَعدَ ذلكَ أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ على أَنَّ الحَبْسَ للزَّانِي والزَّانِيَةِ صَارَ مَنْسُوخَاً بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وبِمَا روى الإمام مسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ».

واتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على أَنَّ حَدَّ الزَّانِي المُحْصَنِ الرَّجْمُ حَتَّى المَوْتِ، رَجُلاً كَانَ أو امرَأَةً، كَمَا اتَّفَقُوا على أَنَّ حَدَّ الزَّانِي غَيْرِ المُحْصَنِ رَجُلاً كَانَ أو امرَأَةً مائَةُ جَلْدَةٍ إِنْ كَانَ حُرَّاً.

أَمَّا قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا﴾. فقد اخْتَلَفَ الفُقَهَاءُ في الأَذَى هَل هوَ مَنْسُوخٌ أم لا؟ فَذَهَبَ البَعْضُ إلى نَسْخِهِ بِآيَةٍ في سُورَةِ  النُّورِ، والبَعْضُ ذَهَبَ إلى أَنَّهُ لَيسَ بِمَنْسُوخٍ، فالأَذَى والتَّوْبِيخُ بِاقٍ مَعَ الحَدِّ، لأَنَّهُ من الوَاجِبِ أَنْ يَؤَدَّبَا بالتَّوْبِيخِ، فَيُقَالُ لَهُمَا: فَجَرْتُمَا، فَسَقْتُمَا، خَالَفْتُمَا أَمْرَ اللهِ عزَّ وجلَّ.

وبناء على ذلك:

فقد كَانَ حَدُّ الزِّنَى الحَبْسَ والإِيذَاءَ بالقَوْلِ، ثمَّ بَعدَ ذلكَ نُسِخَ حَدُّ الحَبْسِ بالرَّجْمِ للمُحْصَنِ، وبالجَلْدِ لِغَيْرِ المُحْصَنِ.

 

وأَمَّا حَدُّ الإِيذَاءِ، فالرَّاجِحُ أَنَّهُ لَيسَ بِمَنْسُوخٍ، واللهُ تعالى أَعْلَمُ، لأَنَّهُ لا يَتَعَارَضُ مَعَ إِقَامَةِ الحَدِّ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3001 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414943998
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :