عذاب القبر للروح والجسد

6819 - عذاب القبر للروح والجسد

23-03-2015 3414 مشاهدة
 السؤال :
هل عذاب القبر للروح والجسد، أم للروح فقط؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6819
 2015-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ثَبَتَ أَنَّ هُنَاكَ فِتْنَةً وعَذَابَاً في القَبْرِ، وحَيَاةً في البَرزَخِ، كَمَا أَنَّ فِيهِ نَعِيمَاً  ورَاحَةً، بِحَسَبِ حَالِ المَيْتِ.

قال تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.

وقَالَ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وهذهِ الآيَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ في اسْتِدْلالِ أَهْلِ السُّنَّةِ على عَذَابِ البَرزَخِ في القُبُورِ.

وجَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الصَّحِيحِ الذي رواه الشيخان عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ».

والصَّحِيحُ من أَقوَالِ العُلَمَاءِ بِأَنَّ عَذَابَ القَبْرِ ونَعِيمَهُ يَقَعُ على الرُّوحِ والجَسَدِ، ولَو صَارَ الجَسَدُ تُرَابَاً، فَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ لا يُعْجِزُهُ شَيءٌ في الأَرضِ ولا في السَّمَاءِ، وهذا المَوْضُوعُ من الأُمُورِ الغَيْبِيَّةِ التي لا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، والذي وَصَلَ إلى الأُمَّةِ من خِلالِ القُرآنِ العَظِيمِ والسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ بِأَنَّ العَبدَ يُنَعَّمُ أو يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ، على حَسْبِ عَمَلِهِ، واللهُ تعالى أَعْلَمُ بالحَقِيقَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3414 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2023-03-25
 894
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ طُلَّابِ العِلْمِ مَنْ يَقُولُ: اليَهُودُ وَالنَصَارَى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَهَذَا مَا ثَبَتَ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
 السؤال :
 2023-02-06
 653
مَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ العَقْلِ وَالقَلْبِ، وَأَيْنَ مَحَلُّ العَقْلِ مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ؟
 السؤال :
 2022-12-25
 6131
إِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ صَائِمَةً وَمُصَلِّيَةً، إِلَّا أَنَّهَا مُتَبَرِّجَةٌ، فَهَلْ تَكُونُ مِنَ الخَالِدِينَ في النَّارِ بِسَبَبِ تَبَرُّجِهَا وَغِوَايَتِهَا؟
 السؤال :
 2022-12-25
 592
هَلْ دُخُولُ الجَنَّةِ بِالفَضْلِ أَمْ بِالعَمَلِ؟ فَإِنْ كَانَ بِالفَضْلِ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 565
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَدَفْنِهِ يَرَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2022-09-02
 282
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ قَرِيبٍ عَنِ الدَّعْوَةِ إلى الدِّيَانَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ، فَمَا هِيَ هَذِهِ الدِّيَانَةُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414425910
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :