{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}

6826 - {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}

23-03-2015 2921 مشاهدة
 السؤال :
: يقول الله تعالى في سورة الحجر: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}. ويقول في سورة الإسراء: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابَاً شَدِيدَاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورَاً}. هل ينطبق هذا الوعيد علينا في هذهِ الأزمة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6826
 2015-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَولُ اللهِ تعالى في سورة الحجر: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾. يَعنِي: أَنَّهُ مَا أَهلَكَ قَريَةً إلا بَعدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهَا وانْتِهَاءِ أَجَلِهَا، وأَنَّهُ لا يُؤَخِّرُ أُمَّةً حَانَ هَلاكُهَا عن مِيقَاتِهَا، ولا يَتَقَدَّمُونَ عن مُدَّتِهِم، وهذا تَنبِيهٌ لأَهْلِ مَكَّةَ، وإِرشَادٌ لَهُم إلى الإِقلاعِ عَمَّا هُم فِيهِ من الشِّرْكِ والعِنَادِ والإِلحَادِ، الذي يَسْتَحِقُّونَ بِهِ الهَلاكَ.

أمَّا قَولُهُ تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابَاً شَدِيدَاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورَاً﴾. فَيَقُولُ عِنْدَهَا ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هذا إخْبَارٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ بِأَنَّهُ قد حَتَمَ وَقَضَى بِمَا قَد كَتَبَهُ عِنْدَهُ في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ: أَنَّهُ مَا مِن قَريَةٍ إلا سَيُهْلِكُهَا، بِأَنْ يُبِيدَ أَهْلَهَا جَمِيعَهُم أو يُعَذِّبَهُم ﴿عَذَابَاً شَدِيدَاً﴾. إِمَّا بِقَتْلٍ أو ابْتِلاءٍ بِمَا يَشَاءُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذلكَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِم وَخَطَايَاهُم، كَمَا قَالَ عنِ الأُمَمِ المَاضِيةَ: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾. وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابَاً شَدِيدَاً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابَاً نُكْرَاً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرَاً﴾.

وبناء على ذلك:

فَهَاتَانِ الآيَتَانِ إِنذَارٌ من اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ، بِأَنَّهُ تَبَارَكَ وتعالى لا يُهْلِكُ قَريَةً إلا بَعدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهِم، وظُلْمِهِم لأَنفُسِهِم بارْتِكَابِ المُخَالَفَاتِ الَّرعِيَّةِ.

ونَرجُو اللهَ تعالى أن لا يَنطَبِقَ هذا عَلَينَا في هذهِ الأَزمَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2921 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414946120
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :