«خِيَارُكُم كُلُّ مُفْتَنٍ»

7192 - «خِيَارُكُم كُلُّ مُفْتَنٍ»

23-02-2016 3572 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «خِيَارُكُم كُلُّ مُفْتَنٍ تَوَّابٍ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7192
 2016-02-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى البَزَّارُ والبَيْهَقِيُّ والدَّيْلَمِيُّ عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُكُم كُلُّ مُفْتَنٍ تَوَّابٍ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنَاً تَوَّابَاً نَسَّاءً، إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ أَيْضَاً.

وروى الإمام أحمد عَن ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْـمُؤْمِنَ الْـمُفَتَّنَ التَّوَّابَ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ أَيْضَاً.

وروى البيهقي عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَذْنَبْتُ ذَنْبَاً.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ».

قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثمَّ أَعُودُ فأُذْنِبُ.

قَالَ: «فَإذا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ».

فَقَالَهَا في الرَّابِعَةِ؛ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ المحسُورُ».

وَمَعْنَى الحَدِيثِ: أَنَّ الذي تَكَرَّرَ مِنْهُ الذَّنْبُ عَلَيْهِ أَنْ يُكَرِّرَ التَّوْبَةَ والاسْتِغْفَارَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ، وَيُحَقِّقَ شُرُوطَ التَّوْبَةِ، وإلا فَاسْتِغْفَارُهُ يَحْتَاجُ إلى اسْتِغْفَارٍ.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ ذِكْرهُ بِرِوَايَاتٍ قَد يَرْتَفِعُ إلى مَرْتَبَةِ الحَسَنِ، وَلَكِنْ مَعْنَاهُ صَحِيحٌ، وَيُؤَيِّدُهُ ما رواه البيهقي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «التَّائِبُ مِن الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَالمُسْتَغْفِرُ من الذَّنْبِ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ كَالمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ، وَمَن آذَى مُسْلِمَاً كَانَ عَلَيْهِ من الإِثْمِ كَذَا وَكَذَا». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3572 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5223
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4567
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3635
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3619
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414917057
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :