أنت تلقنه, فمن يلقننا؟

7124 - أنت تلقنه, فمن يلقننا؟

01-01-2016 8937 مشاهدة
 السؤال :
سؤال: هل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لقن ولده سيدنا إبراهيم عليه السلام، وبكى سيدنا عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُ؟ لأن هذا الأمر منشور على النت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7124
 2016-01-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الأَحَادِيثِ المَوْضُوعَةِ، أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَدَفَنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: قُلْ: اللهُ رَبِّي، وَرَسُولُ اللهِ أَبِي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي.

فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ تُلَقِّنُهُ، فَمَنْ يُلَقِّنُنَا؟

فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾.

وكَذَلِكَ رَوَاهُ البَعْضُ بِصِيغَةٍ ثَانِيَةٍ، أَنَّهُ لَمَّا دَفَنَ وَلَدَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَقَفَ على قَبْرِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إنَّ الْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَالْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، إنَّا للهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَا بُنَيَّ، قُلْ: اللهُ رَبِّي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَرَسُولُ اللهِ أَبِي.

فَبَكَتِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَمِنْهُمْ عُمَرُ، حَتَّى ارْتَفَعَ صَوْتُهُ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيك يَا عُمَرُ؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا وَلَدُك، وَمَا بَلَغَ الْحُلُمَ، وَلَا جَرَى عَلَيْهِ الْقَلَمُ، وَيَحْتَاجُ إلَى تَلْقِينِ مِثْلِك، تُلَقِّنُهُ التَّوْحِيدَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَمَا حَالُ عُمَرَ وَقَدْ بَلَغَ الْحُلُمَ وَجَرَى عَلَيْهِ الْقَلَمُ وَلَيْسَ لَهُ مُلَقِّنٌ مِثْلَكَ؟

فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبَكَتِ الصَّحَابَةُ مَعَهُ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾.

وبناء على ذلك:

فهذا من الكَذِبِ والافْتِرَاءِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ومن الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ المَعْلُومَةِ بِأَنَّ الصَّبِيَّ لا يُلَقَّنُ.

وَعَلَيْهِ، فَكُلُّ مَن أَرْسَلَ هذا الحَدِيثَ، وَاجِبٌ عَلَيْهِ أَنْ يَتَدَارَكَ هذا الأَمْرَ بالتَّكْذِيبِ، وَأَنْ يُرْسِلَ إلى مَن أَرْسَلَهُ إِلَيْهِ، وَيَجِبُ عَلَى الجَمِيعِ أَنْ يُعَمِّمُوا ذَلِكَ إِذَا وَصَلَ إِلَيْهِم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
8937 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5223
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4567
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3635
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3619
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414916727
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :