الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيجب علينا أن نعلم أولاً بأن العادة السرية حرام، وذلك لقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون}، فالعادة السرية تدخل في قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ}.
وطريق التخلص من هذه العادة السيئة:
أولاً: بتقوية الإيمان، حتى ندخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) رواه مسلم، وحتى ننتقل من الإيمان العقلي إلى الإيمان الذوقي الشهودي، ونتدبر قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. وطرق تقوية الإيمان تكون بتلاوة القرآن الكريم، وكثرة ذكر الله تعالى، بعد امتثال الأوامر بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.
ثانياً: بالزواج، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري.
ثالثاً: بالصوم للحديث المتقدم: (فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)، إن استطاع أن يصوم يوماً ويفطر يوماً يكون حسناً، وإلا اقتصر على صيام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع.
رابعاً: ملء الوقت بعد أداء الواجبات بالأعمال النافعة المفيدة المباحة.
خامساً: غض البصر والبعد عن المثيرات.
سادساً: مجاهدة النفس.
سابعاً: ترك قرناء السوء، وعدم الحديث عن النساء والشهوات.
ثامناً: الإكثار من ذكر الموت، لأن ذكر الموت يدفع العبد لفعل الطاعة وترك المعصية.
تاسعاً: أن يحقق شروط التوبة، وذلك بالإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعل، والجزم على أن لا يعود.
عاشراً: أن يعلم بأنها مضرة للصحة، وربما يندم فاعلها ولا ينفع الندم، نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية، وأن يحول بيننا وبين المعاصي الظاهرة والباطنة بألطافه الخفية الحسنى. هذا، والله تعالى أعلم.