نعم المذكر السبحة

7274 - نعم المذكر السبحة

17-04-2016 5673 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أنه قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: نعم المذكر السبحة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7274
 2016-04-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الترمذي عَنْ يُسَيْرَةَ وَكَانَتْ مِنَ الْـمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ، وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ».

وروى الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِهِ.

وفي رِوَايَةِ أَبِي داود قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: بِيَمِينِهِ.

وروى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوَىً أَوْ حَصَىً تُسَبِّحُ بِهِ.

فَقَالَ: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا، أَوْ أَفْضَلُ».

فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ؛ وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ؛ وَالْحَمْدُ للهِ مِثْلُ ذَلِكَ؛ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِثْلُ ذَلِكَ؛ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ مِثْلُ ذَلِكَ».

وروى الترمذي عَنْ صَفِيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا.

فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذِهِ، أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ؟».

فَقُلْتُ: بَلَى، عَلِّمْنِي.

فَقَالَ: «قُولِي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ».

فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَرْشَدَ إلى عَقْدِ الأَنَامِل بِالتَّسْبِيحِ، وَقَد عَلَّلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ الأَنَامِلَ مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، فَكَانَ عَقْدُهُنَّ مِنْ هَذِهِ الحَيْثِيَّةِ أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِنَّ.

وَالأَحَادِيثُ الثَّانِيَةُ تَدُلُّ على جَوَازِ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالحَصَى، وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ كَالسُّبْحَةِ لِعَدَمِ الفَارِقِ بَيْنَهُمْ، لِتَقْرِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للمَرْأَتَيْنِ على ذَلِكَ، وَعَدَمِ إِنْكَارِهِ؛ وَالإِرْشَادُ إلى مَا هُوَ أَفْضَلُ لَا يُنَافِي الجَوَازَ.

وَقَد روى البيهقي عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نَطْعٌ (بِسَاطٌ مِنْ جِلْدٍ) وَيُؤْتَى بِزَنْبِيلٍ فِيهِ حَصَىً، فَيُسَبِّحُ بِهِ إلى نِصْفِ النَّهَارِ، ثمَّ يُرْفَعُ، فَإِذَا صَلَّى الأُولَى أُتِيَ بِهِ فَيُسَبِّحُ بِهِ حَتَّى يُمْسِي.

وَجَاءَ في نَيْلِ الأَوْطَارِ: أَخْرَجَ الإمام أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ نَوَىً مِنَ العَجْوَةِ فِي كَيسٍ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهَا وَاحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يُنْفِدَهُنَّ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى المَجْمُوعِ.

وَجَاءَ في فَيْضِ القَدِيرَ: أَخْرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ لَهُ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفَا عُقْدَةٍ، فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ.

وبناء على ذلك:

فَلَم يَرِدْ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ: نِعْمَ المُذَكِّرُ السُّبْحَةُ.

وَأَنَا أَنْصَحُ ِبِعَقْدِ الأَنَامِلِ بِالتَّسْبِيحِ، وَخَاصَّةً بِالتَّسْبِيحَاتِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ ذِكْرٌ بِأَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ، فَلَا مَانِعَ مِنَ اسْتِخْدَامِ السُّبْحَةِ، وَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ مَنْ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى وَالحَصَى؛ وَالمُهِمُّ هُوَ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ تعالى وَالتَّسْبِيحِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5673 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 5228
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4571
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3635
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3621
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2032
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3793
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414922776
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :