الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ الاسْتِمْنَاءَ بِاليَدِ لَا يَجُوزُ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾.
وَهُوَ مُبْطِلٌ للصَّوْمِ عِنْدَهُم، وَيُوجِبُ القَضَاءَ دُونَ الكَفَّارَةِ، خِلَافَاً للمَالِكِيَّةِ الذينَ قَالُوا بِوُجُوبِ القَضَاءِ مَعَ الكَفَّارَةِ.
وبناء على ذلك:
فَعَلَيْكَ القَضَاءُ دُونَ الكَفَّارَةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ عَدَا المَالِكِيَّةِ، وَإِذَا كُنْتَ في سِنِّ الشَّبَابِ فَأَنَا أَنْصَحُكَ أَنْ تَأْخُذَ بِمَذْهَبِ السَّادَةِ المَالِكِيَّةِ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَقْضِيَ ذَلِكَ اليَوْمَ، مَعَ الكَفَّارَةِ، وَهِيَ صِيَامُ سِتِّينَ يَوْمَاً. هذا، والله تعالى أعلم.