﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾

7291 - ﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾

25-04-2016 3075 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7291
 2016-04-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾. أَي: اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ، وَثَلَاثَاً ثَلَاثَاً، وَأَرْبَعَاً أَرْبَعَاً (وَمَعنَاهُ أَنَّ لِكُلِّ مُؤمِنٍ الحَقَّ فِي الاختِيَارِ إِن شَاءَ اثنَتَيْنِ أَو ثَلاثاً أَو أَربَعَاً).

فَالآيَةُ الكَرِيمَةُ دَلَّتْ على أَحْكَامٍ ثَلَاثَةٍ:

1ـ إِبَاحَةُ النِّكَاحِ.

2ـ تَحْدِيدُ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ بِأَرْبَعٍ كَحَدٍّ أَقْصَى.

3ـ وُجُوبُ الاكْتِفَاءِ بِوَاحِدَةٍ عِنْدَ خَوْفِ الجَوْرِ.

وَنَصَّ الفُقَهَاءُ على أَنَّهُ يَحْرُمُ على الرَّجُلِ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ زَوْجَاتٍ في عِصْمَتِهِ، فَلَا يَتَزَوَّجُ بِخَامِسَةٍ مَا دَامَتْ في عِصْمَتِهِ أَرْبَعٌ سِوَاهَا، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِغَيْلَانِ بْنِ سَلَمَةَ حِينَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ: «أَمْسِكْ أَرْبَعَاً، وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ» رواه ابن حِبَّانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

وَقَالَ لِنَوْفَلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عِنْدَمَا أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ خَمْسُ نِسْوَةٍ: «فَارِقْ وَاحِدَةً وَأَمْسِكْ أَرْبَعَاً، فَعَمِدْتُ إِلَى إِحْدَاهُنَّ عِنْدِي عَاقِرٍ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً فَفَارَقْتُهَا» رواه البيهقي عَنْ نَوْفَلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾. هُوَ تَحْدِيدُ عَدَدِ الزَّوْجَاتِ بِأَرْبَعٍ كَأَقْصَى حَدٍّ، وَلَيْسَ كَمَا يَتَوَهَّمُ البَعْضُ بِأَنَّهُ يُبَاحُ للرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِتِسْعَةِ نِسْوَةٍ، حَيْثُ يُجْمَعُ بَيْنَ الاثْنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَالأَرْبَعَةِ، فَيَكُونُ المَجْمُوعُ تِسْعَةً.

وَاللهُ تعالى خَاطَبَ العَرَبَ بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ، فَالوَاوُ هُنَا هِيَ بَدَلٌ، يَعْنِي: انْكِحُوا ثَلَاثَاً بَدَلَاً مِنْ مَثْنَىً، وَرُبَاعَ بَدَلَاً مِنْ ثَلَاثٍ، وَلِذَلِكَ عُطِفَ بِالوَاوِ، وَلَمْ يُعْطَفْ بِأَو.

وَقَد أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ على أَنَّهُ لَا يَجُوزُ للرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ؛ وَأَمَّا الزِّيَادَةُ على أَرْبَعِ نِسْوَةٍ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هِيَ مِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ التي لَا يُشَارِكُهَا فِيهَا أَحَدٌ مِنَ الأُمَّةِ، وَالحِكْمَةُ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤْمَرْ بِأَنْ يُطَلِّقَ مَا زَادَ على الأَرْبَعَةِ، حَتَّى لَا يَقَعَ الظُّلْمُ على المُطَلَّقَةِ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْهَا، لِأَنَّهَا أُمُّ المُؤْمِنِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3075 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 240
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1444
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 632
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1686
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1438
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 958
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414326142
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :