﴿غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾

7214 - ﴿غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾

09-03-2016 1803 مشاهدة
 السؤال :
من هم المقصودون بقوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7214
 2016-03-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾. يُفِيدُ بِأَنَّ هُنَاكَ فَرِيقَيْنِ من النَّاسِ؛ الفَرِيقُ الأَوَّلُ قَوْمٌ غَضِبَ اللهُ تعالى علَيْهِم، والفَرِيقُ الثَّانِي هُمُ الضَّالُّونَ.

وَمَن تَتَبَّعَ القُرْآنَ العَظِيمَ فَإِنَّهُ يَجِدُ أَخَصَّ أَوْصَافِ اليَهُودِ الغَضَبَ، قَالَ تعالى: ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْيَاً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانَاً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.

وَيَجِدُ أَخَصَّ أَوْصَافِ النَصَارَى الضَّلالَ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرَاً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.

وبناء على ذلك:

فَفِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ قُسِمَ النَّاسُ إلى ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ، قِسْمٌ أَنْعَمَ اللهُ تعالى عَلَيْهِم، وَهُم أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ تعالى، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، المُشَارُ إِلَيْهِم بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَاً﴾.

وَقِسْمٌ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِم، وَعَلَى رَأْسِ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ، الذينَ فَسَدَتْ إِرَادَتُهُم، فَعَرَفُوا الحَقَّ وَعَدَلُوا عَنْهُ، وَمَن كَانَ هَذَا وَصْفَهُ فَقَد اسْتَحَقَّ الغَضَبَ من اللهِ تعالى.

وَقِسْمٌ ضَالُّونَ، وَعَلَى رَأْسِ هَؤُلَاءِ النَّصَارَى، الذينَ فَقَدُوا العِلْمَ، وَهَامُوا في الضَّلالِ.

لِذَا فَإِنَّهُ من الوَاجِبِ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ وَنَعْمَلَ، وَهَذَا هُوَ سَبِيلُ المُؤْمِنِينَ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾. وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ النَّاسَ جَمِيعَاً إلى العِلْمِ والعَمَلِ مَعَاً لِهِدَايَتِهِم إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1803 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 239
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1444
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 632
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1685
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1436
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 956
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414322630
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :