﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾

7547 - ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾

03-09-2016 1877 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى في آخر سورة الزخرف: ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7547
 2016-09-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. مَعْطُوفٌ على قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾. أَيْ: وَعِنْدَ اللهِ تعالى عِلْمُ السَّاعَةِ، وَعِلْمُ قيلِهِ، أَيْ: قِيلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ القِيلُ وَالمَقَالَةُ وَالقَوْلُ بِمَعْنَىً وَاحِدٍ.

هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ هِيَ شَكْوَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا لَاقَى مِنْ قَوْمِهِ، كَمَا قَالَ في آيَةٍ أُخْرَى حَيْثُ أَخْبَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورَاً﴾. لَقَدْ شَكَاهُمْ إلى اللهِ تعالى بِأَنَّهُمْ هَجَرُوا القُرْآنَ، وَهَجَرُوا تِلَاوَتَهُ، وَهَجَرُوا العَمَلَ بِهِ، وَهَجَرُوا تَحْكِيمَهُ؛ وَهَذَا كَانَ في أَيَّامِ نُزُولِهِ، فَمَا بَالُكَ بِوَقْتِنَا الحَاضِرِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ؟! لَقَدْ هُجِرَ القُرْآنُ اليَوْمَ تِلَاوَةً وَعَمَلَاً وَتَحْكِيمَاً بِشَكْلٍ عَامٍّ إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى.

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. هُوَ مَعْطُوفٌ على الآيَةِ السَّابِقَةِ لِهَذِهِ الآيَةِ، وَهِيَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.

فَاللهُ تعالى وَحْدَهُ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَعِنْدَهُ عِلْمُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. يَعْنِي: عِنْدَ اللهِ تعالى العِلْمُ بِشِكَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِمَّا لَاقَى مِنْ قَوْمِهِ.

ثمَّ جَاءَ تَوْجِيهُ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾. تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ وَإِنْذَارٌ قَاسٍ شَدِيدٌ، لِأَنَّهُ جَاءَ بَعْدَ قَوْلِهِ: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾. لَا تُقَابِلِ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِئَةِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ عَاقِبَةَ ظُلْمِهِمْ وَشِرْكِهِمْ، وَقَد كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1877 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 242
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1445
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 633
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1687
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1439
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 959
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414329505
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :