سب المسلم

8235 - سب المسلم

28-07-2017 2016 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم سب المسلم، وخاصة سب العلماء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8235
 2017-07-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ روى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ».

وَمَعْنَى: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ»: يَعْنِي خُرُوجٌ عَنْ طَاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَشَدُّ العِصْيَانِ، قَالَ تعالى: ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ﴾.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»: لَيْسَ المَقْصُودُ بِذَلِكَ الخُرُوجُ عَنِ المِلَّةِ، بَلْ هُوَ كُفْرٌ بِالنِّعْمَةِ وَالإِحْسَانِ وَأُخُوَّةِ الإِسْلَامِ، لِأَنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ تعالى عَلَى المُؤْمِنِ قَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾. فَقِتَالُ المُؤْمِنِ كُفْرٌ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى مَا نَفَى عَنِ المُؤْمِنِينَ صِفَةَ الإِيمَانِ إِذَا تَقَاتَلُوا، قَالَ تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾.

أَمَّا إِذَا اسْتَحَلَّ الإِنْسَانُ قَتْلَ المُؤْمِنِ فَقَدْ كَفَرَ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَاً في خُلُودِهِ في النَّارِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً﴾.

وبناء على ذلك:

فَسَبُّ المُسْلِمِ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَالسَّابُّ فَاسِقٌ، هَذَا في حَقِّ عَامَّةِ المُسْلِمِينَ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ السَّبُّ لِعَالِمٍ مِنَ العُلَمَاءِ.

لَا مَانِعَ مِنَ الاعْتِرَاضِ الأَدَبِيِّ، وَالنَّقْدِ العِلْمِيِّ للعُلَمَاءِ، أَمَّا سَبُّهُمْ فَلَا يَجُوزُ شَرْعَاً، وَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2016 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-05-01
 78
هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ المُضْطَرِّ الَّذِي لَا يَجِدُ سَبِيلًا لِلْعَمَلِ إِلَّا فِي مَصْنَعٍ لِلْخَمْرِ، أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ؟
 السؤال :
 2025-04-17
 342
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانُ صُورَتَهُ إِلَى صُورَةٍ كَرْتُونِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 439
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 276
هَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى آلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 435
هَلْ وَرَدَ دَلِيلٌ بِجَوَازِ التَّوَسُّلِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خَلْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 138
لِمَاذَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ الحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ نَعِيمِ اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ فِي الجَنَّةِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424808447
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :