قراءة سورة المسد في الصلاة

8565 - قراءة سورة المسد في الصلاة

17-12-2017 22120 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنه يكره قراءة سورة المسد في الصلاة؟ وهل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نهى رجلاً عن قراءتها في الصلاة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8565
 2017-12-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ سُورَةَ المَسَدِ كَبَقِيَّةِ سُوَرِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَمَطْلُوبٌ مِنَ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ قِرَاءَتُهَا كَقِرَاءَةِ بَقِيَّةِ السُّوَرِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ المُنْذِرِينَ﴾.

وَسُورَةُ المَسَدِ مِنْ أَهَمِّ السُّوَرِ التي أَثْبَتَتْ نُبُوَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ تعالى لَاسْتَطَاعَ أَبُو لَهَبٍ أَنْ يَنْطِقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَبِذَلِكَ يُكَذِّبُ القُرْآنَ كُلَّهُ.

سُورَةُ المَسَدِ فِيهَا وَعِيدٌ مِنَ اللهِ تعالى لِكُلِّ مَنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ للسَّعْيِ في الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ تعالى، فَإِذَا كَانَ هَذَا الحَسِيبُ النَّسِيبُ القَرِيبُ الذي سَعَى للصَّدِّ عَنْ دِينِ اللهِ تعالى كَانَتْ هَذِهِ نَتِيجَتَهُ، فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ؟

وبناء على ذلك:

فَلَمْ يَرِدْ دَلِيلٌ عَلَى كَرَاهَةِ قِرَاءَةِ سُورَةِ المَسَدِ، لَا في الصَّلَاةِ  وَلَا في غَيْرِهَا، لِأَنَّهَا مِنْ كَلَامِ اللهِ.

وَبَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَأَذَّى مِنْ قِرَاءَتِهَا، لِأَنَّهَا نَزَلَتْ في حَقِّ عَمِّهِ أَبِي لَهَبٍ، وَهَذَا كَلَامٌ غَيْرُ صَحِيحٍ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ مِنْ عَمِّهِ مَا لَمْ يَلْقَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَقَارِبِهِ.

وَمَا ثَبَتَ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى رَجُلَاً كَانَ يُكْثِرُ مِنْ قِرَاءَتِهَا في الصَّلَاةِ عَنْ قِرَاءَتِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22120 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1486
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 311
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 697
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2997
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1343
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7746
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414910121
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :