تسمية المولودة باسم راما

8503 - تسمية المولودة باسم راما

28-11-2017 6164 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن يسمي الإنسان مولودة له باسم راما؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8503
 2017-11-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مِنْ حَقِّ الوَلَدِ عَلَى وَالِدَيْهِ أَنْ يَخْتَارَا لَهُ الاسْمَ الحَسَنَ، وَهَذَا مَا أَمَرَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه أبو داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ».

ثانياً: ذَكَرَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ تَغْيِيرَ الاسْمِ القَبِيحِ إلى الحَسَنِ مِنَ السُّنَّةِ، روى الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيَةُ؛ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ.

وروى الإمام مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، أَنَّ جَدَّهُ حَزْنَاً قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟».

قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ.

قَالَ: «بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ».

قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمَاً سَمَّانِيهِ أَبِي.

قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الحُزُونَةُ بَعْدُ.

ثالثاً: اسْمُ رَامَا يُقَالُ بِأَنَّهُ اسْمٌ لِبَعْضِ آلِهَةِ الهِنْدُوسِ، وَهُوَ اسْمٌ غَيْرُ عَرَبِيٍّ، بَلْ هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَيُقَالُ بِأَنَّ هَذَا الاسْمَ اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الهِنْدُوسِ، هَذَا إِذَا كَانَ بِالأَلِفِ، أَمَّا إِذَا كَانَ بِالتَّاءِ المَرْبُوطَةِ (رامة) يُقَالُ بِأَنَّهُ اسْمُ قَرْيَةٍ بِهَا مَقَامُ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَيُقَالُ هُوَ مَوْضِعٌ بِالعَقِيقِ، وَقِيلَ قَرْيَةٌ في طَرِيقِ البَصْرَةِ إلى مَكَّةَ، وَكَانَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ يَتَغَنَّى بِاسْمِ رَامَةَ في طَرِيقِهِ إلى الحَجِّ.

وبناء على ذلك:

فَلَا حَرَجَ مِنْ تَسْمِيَةِ البِنْتِ بِاسْمِ رَامَةَ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ المَقْصُودُ مِنْ ذَلِكَ اسْمَ المَكَانِ الذي هُوَ عَلَى طَرِيقِ مَكَّةَ، أَمَّا إِذَا كَانَ القَصْدُ مِنَ التَّسْمِيَةِ التَّشَبُّهَ بِاسْمِ رَامَا الذي هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ آلِهَةِ الهِنْدُوسِ، فَهَذَا لَا يَجُوزُ وَحَرَامٌ شَرْعَاً.

وَسُؤَالِي للآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ: لِمَاذَا العُزُوفُ عَنْ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِنَا أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَأَسْمَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ الجَلِيلَاتِ؟

اللَّائِقُ بِالمُسْلِمِ وَالمُسْلِمَةِ أَنْ يَخْتَارَا لِأَبْنَائِهِمْ أَحْسَنَ الأَسْمَاءِ، لِأَنَّ هَذَا مِنْ حَقِّ الوَلَدِ عَلَى أَبَوَيْهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6164 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-03-17
 63
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 44
هَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى آلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 96
هَلْ وَرَدَ دَلِيلٌ بِجَوَازِ التَّوَسُّلِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خَلْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 95
لِمَاذَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ الحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ نَعِيمِ اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ فِي الجَنَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-18
 143
مَا حُكْمُ قَوْلِ القَائِلِ: مَدَدًا يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَو مَدَدًا يَا سَيِّدِي (فُلَانٍ مِنَ الصَّالِحِينَ)؟ أَلَا يُعْتَبَرُ هَذَا شِرْكًا؟
 السؤال :
 2025-02-11
 116
هَلْ يَجُوزُ أَكْلُ لَحْمِ السُّلَحْفَاةِ؟ وَهَلْ يَجُوزُ تَرْبِيَتُهَا في البَيْتِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5670
المقالات 3204
المكتبة الصوتية 4879
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421863191
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :