الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةُ، وَالنَّحْلَةُ، وَالْهُدْهُدُ، وَالصُّرَدُ.
وَالنَّهْيُ هُنَا يُفِيدُ كَرَاهَةَ التَّحْرِيمِ لِقَتْلِ هَذِهِ الحَشَرَاتِ، وَاسْتَثْنَى الفُقَهَاءُ المُؤْذِيَ مِنْهَا، فَإِنْ كَانَ مُؤْذِيَاً جَازَ قَتْلُهُ، سَوَاءٌ كَانَ الإِيذَاءُ في البَدَنِ أَو المَالِ.
وَالصُّرَدُ: هُوَ طَائِرٌ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَالمِنْقَارِ، لَهُ رِيشٌ نِصْفُهُ أَبْيَضُ، وَنِصْفُهُ أَسْوَدُ، يَصْطَادُ الَحشَرَاتِ وَالزَّوَاحِفَ وَصِغَارَ الطَّيْرِ.
وبناء على ذلك:
فَيُكْرَهُ تَحْرِيمَاً قَتْلُ النَّحْلِ وَالصُّرَدِ، إِلَّا إِذَا كَانَ مَؤْذِيَاً. هذا، والله تعالى أعلم.