الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَا حَرَجَ مِنْ وَضْعِ رِيشِ الطَّاوُوسِ في البَيْتِ مِنْ أَجْلِ الزِّينَةِ، لِأَنَّهُ طَاهِرٌ وَلَيْسَ بِنَجِسٍ، وَأَمَّا مَا يُقَالُ بِأَنَّهُ يَمْنَعُ الرِّزْقَ، وَيَجْلِبُ الخِلَافَاتِ الزَّوْجِيَّةَ، فَهَذَا الكَلَامُ لَيْسَ صَحِيحَاً، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ الجَاهِلِينَ المُتَشَائِمِينَ، وَهُوَ قَوْلٌ بَاطِلٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ القَائِلَ يَعْتَقِدُ الاعْتِقَادَ الذي كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَهَذَا الكَلَامُ الذي يُقَالُ في رِيشِ الطَّاوُوسِ لَيْسَ صَحِيحَاً، وَالمُؤْمِنُ مُتَفَائِلٌ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَلَيْسَ مُتَشَائِمَاً، لِأَنَّ الضَّارَّ وَالنَّافِعَ عَلَى الحَقِيقَةِ إِنَّمَا هُوَ اللهَ تعالى، وَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ». هذا، والله تعالى أعلم.