من قال في القرآن برأيه

9249 - من قال في القرآن برأيه

26-10-2018 23147 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى هذا الحديث الشريف: «مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9249
 2018-10-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ في جَوَازِ تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، بَلْ هُوَ مِنْ فُرُوضِ الكِفَايَاتِ، وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ.

وَيُشْتَرَطُ لِمَنْ أَرَادَ تَفْسِيرَ القُرْآنِ العَظِيمِ أَنْ يَكُونَ عَالِمَاً، بِاللُّغَةِ، وَالنَّحْوِ، وَالـصَّرْفِ، وَالاشْتِقَاقِ، وَالمَعَانِي، وَالبَيَانِ، وَالبَدِيعِ، وَالقِرَاءَاتِ، وَأَسْبَابِ النُّزُولِ، وَالنَّاسِخِ، وَالمَنْسُوخٍ، وَالفِقْهِ، وَالأَحَادِيثِ المُبَيِّنَةِ لِتَفْسِيرِ المُجْمَلِ وَالمُبْهَمِ.

وَكَذَلِكَ أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ عَلَى حَظْرِ تَفْسِيرِ القُرْآنِ بِالرَّأْيِ مِنْ غَيْرِ لُغَةٍ وَلَا نَقْلٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ﴾. ثُمَّ قَالَ: ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾.

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ» رواه الترمذي « عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا يَجُوزُ تَفْسِيرُ القُرْآنِ بِدُونِ عِلْمٍ، بَلْ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَسِّرَ القُرْآنَ أَنْ يُفَسِّرَهُ أَوَّلَاً بِالقُرْآنِ، أَو بِالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ، أَو بِمُقْتَضَى لِسَانِ العَرَبِ، وَبِالشُّرُوطِ التي ذَكَرَهَا العُلَمَاءُ.

أَمَّا تَفْسِيرُهُ بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ فَهُوَ مَشْمُولٌ في الأَحَادِيثِ التي حَذَّرَتْ مِنْ تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَيَقُولُ مُجَاهِدٌ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي كِتَابِ اللهِ إذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمَاً بِلُغَاتِ الْقُرْآنِ، وَلَا يَكْتَفِي بِالْيَسِيرِ.

كَمَا يُشْتَرَطُ في المُفَسِّرِ صِحَّةُ الاعْتِقَادِ، وَلُزُومُ السُّنَّةِ، وَأَنْ لَا يَكُونَ مُتَّهَمَاً بِإِلْحَادٍ، وَلَا هَوَىً، فَهَذَا لَا يُؤْتَمَنُ عَلَى دُنْيَا، فَكَيْفَ يُؤْتَمَنُ عَلَى دِينٍ؟ بَلْ كَيْفَ يُؤْتَمَنُ في الإِخْبَارِ عَنْ أَسْرَارِ القُرآنِ الكَرِيمِ كَلَامِ اللهِ تعالى؟ هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
23147 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2024-08-08
 294
مَا مَعْنَى الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»؟
 السؤال :
 2023-11-23
 7983
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 6350
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 4661
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 4085
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2639
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5630
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4860
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 417759591
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :