الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ رَوَى ابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى المَجْذُومِينَ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
وَسَبَبُ النَّهْيِ عَنْ إِدَامَةِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، لِأَنَّهُ قَدْ يُؤَدِّي إلى تَحْقِيرِهِمْ، وَرُؤْيَةِ فَضْلٍ لِلنَفْسِ عَلَيْهِمْ، وَبِذَلِكَ يَتَأَذَّى المَنْظُورُ إِلَيْهِ؛ وَيَنْسَى النَّاظِرُ فَضْلَ اللهِ تعالى عَلَيْهِ وَنِعْمَةَ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ.
وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالفَرَارِ مِنَ المَجْذُومِ، فَقَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. لَيْسَ لِإِثْبَاتِ العَدْوَى، لِأَنَّهُ لَا عَدْوَى.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَمَعْنَاهُ أَنْ لَا يُدِيمَ الإِنْسَانُ النَّظَرَ إِلَيْهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعَافَهُ وَيَكْرَهَهُ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَزْدَرِيهِ أَو يَحْتَقِرُهُ، وفي ذَلِكَ إِسَاءَةٌ لِأَخِيهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |