الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالاقْتِرَاضُ بِالرِّبَا كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَمُحَرَّمٌ في جَمِيعِ الـشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ، وَجَاءَ فِيهِ الوَعِيدُ وَاللَّعْنُ لِمَنْ تَعَامَلَ بِهِ عَطَاءً وَأَخْذَاً، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
وروى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ؛ وَقَالَ: «هُمْ سَوَاءٌ».
وَمَنِ ابْتُلِيَ بِشرَاءِ بَيْتٍ بِهَذَا القَرْضِ الرِّبَوِيِّ فَعَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالنَّدَمِ عَلَى مَا فَعَلَ، وَالجَزْمِ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ. هذا أولاً.
ثانياً: لَا حَرَجَ مِنَ الصَّلَاةِ في هَذَا البَيْتِ، وَالسُّكْنَى فِيهِ، لِأَنَّ المُسْتَقْرِضَ هُوَ مُطْعِمُ رِبَا، لَا آكِلُ رِبَا.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَمَا فَعَلَهُ هَذَا الرَّجُلُ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَعَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ؛ وَالصَّلَاةُ في البَيْتِ صَحِيحَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |