أنا حر في مالي

13861 - أنا حر في مالي

17-12-2025 53 مشاهدة
 السؤال :
أَلَيْسَ الْإِنْسَانُ حُرًّا فِي مَالِهِ، يَعْطِي لِأَوْلَادِهِ مَا شَاءَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13861
 2025-12-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ عَبْدٌ للهِ تَعَالَى، وَمَا خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا لِلْعِبَادَةِ، وَالْعِبَادَةُ هِيَ طَاعَةُ عَابِدٍ لِمَعْبُودٍ، وَأَخْبَرَ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لَا خِيَارَ لَهُ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا، إِلَّا أَنْ يُطِيعَ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ هذا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْلَمَ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

فَكَمَالُ الْإِيمَانِ بِالِاتِّبَاعِ، وَكُلَّمَا عَظُمَ الْإِيمَانُ عَظُمَ الِاتِّبَاعُ.

وَحَذَّرَنَا مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

ثَالِثًا: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَى الْعَبْدَ جُزْءًا مِنْ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ، إِنْ شَاءَ أَطَاعَ اللهَ تَعَالَى وَأَطَاعَ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ شَاءَ عَصَى اللهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِلِاخْتِبَارِ.

وَبَيَّنَ عَاقِبَةَ الْعَبْدِ إِنْ أَطَاعَ أَوْ إِنْ عَصَى، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.

وَلَوْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى لَسَلَبَ مِنَ الْعَبْدِ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ لِذَلِكَ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَ لِلْعَبْدِ جُزْءًا مِنَ الْمَشِيئَةِ.

رَابِعًا: الْمَالُ مَالُ اللهِ، رَزَقَهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ، وَهُوَ نَاظِرٌ مَاذَا يَفْعَلُونَ، هَلْ يَصْرِفُ الْعَبْدُ الْمَالَ فِي سَبِيلِ طَاعَتِهِ أَمْ فِي سَبِيلِ مَعْصِيَتِهِ؟ هَلْ يَجْعَلُ مِنْ هَذَا الْمَالِ هَمْزَةَ وَصْلٍ بَيْنَ أَفْرَادِ أُسْرَتِهِ، أَمْ هَمْزَةَ قَطْعٍ؟ هَلْ يَجْعَلُ مِنْ هَذَا الْمَالِ سَبَبًا لِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ أَمْ سَبَبًا لِتَنَافُرِهَا؟

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالْأَصْلُ فِي الْإِنْسَانِ أَنَّهُ عَبْدٌ، وَالْعَبْدُ لَا يَتَصَرَّفُ إِلَّا وَفْقَ أَوَامِرِ سَيِّدِهِ.

وَشَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِهَذَا الْعَبْدِ جُزْءًا مِنَ الْحُرِّيَّةِ وَالِاخْتِيَارِ، لِيَرَى اللهُ تَعَالَى مِنْ هَذَا الْعَبْدِ أَيَّهُمَا يُقَدِّمُ، هَوَى نَفْسِهِ، أَمْ مَا جَاءَ بِهِ الْحَبِيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ.

وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: «سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ بَارٍّ وَعَاقٍّ.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُشْهِدَهُ عَلَى عَطِيَّةٍ أَعْطَاهَا لِوَلَدِهِ دُونَ الْآخَرِ: «لَا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ» وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَفِي رِوَايَةٍ للإِمَامِ مُسْلِمٍ: «فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي» ثُمَّ قَالَ: «أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟».

وَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يُعْطِيَ لِبَعْضِ أَوْلَادِهِ دُونَ الْآخَرِينَ ـ لِأَنَّهُ حُرٌّ فِي تَصَرُّفِهِ فِي هَذَا الْمَالِ ـ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَثَرِ هَذَا الْعَطَاءِ، هَلْ يَزِيدُ هَذَا الْعَطَاءُ لِلْبَعْضِ دُونَ الْآخَرِينَ ـ وَخَاصَّةً لِلْعَاقِّ ـ هَلْ يَزِيدُهُ بِرًّا أَمْ عُقُوقًا؟

وَهَلْ هَذَا التَّمْيِيزُ يَجْعَلُ أَوَاصِرَ الْمَوَدَّةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ الْأَبْنَاءِ تَزْدَادُ، أَمْ تَنْقَلِبُ إِلَى عَدَاوَةٍ؟

أَلَمْ يَقُلْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾؟

أَلَمْ يَقُلْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾؟

أَلَمْ يَقُلْ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ»؟ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ.

فَيَا أَيُّهَا الْحُرُّ فِي مَالِهِ، انْظُرْ إِلَى نَتَائِجِ عَدَمِ الْمُسَاوَاةِ فِي الْعَطِيَّةِ بَيْنَ أَوْلَادِكَ؛ لَا تَكُنْ سَبَبًا فِي زِيَادَةِ عُقُوقِ الْعَاقِّ، وَلَا تَكُنْ سَبَبًا فِي قَطِيعَةِ الرَّحِمِ.

وَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمَ لَمْ تُسَوِّ بَيْنَ أَوْلَادِكَ فِي الْعَطِيَّةِ، وَأَنَا قُلْتُ لَكَ: «سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ»؟

وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّ الْعُقُوقَ لَا يَمْنَعُ مِنَ الْحُقُوقِ.

وَفِي الْخِتَامِ أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ حُرٌّ فِي الْوَطَنِ الَّذِي تَعِيشُ فِيهِ، وَلَكِنْ هَلْ تَتَقَيَّدُ بِالْأَنْظِمَةِ الْوَضْعِيَّةِ أَمْ لَا؟

لِمَاذَا تَتَقَيَّدُ بِالْأَنْظِمَةِ الْوَضْعِيَّةِ وَأَنْتَ حُرٌّ، وَلَا تَتَقَيَّدُ بِشَرْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ حُرٌّ؟!

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

53 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 1328
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 1567
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 1021
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 1331
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 960
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 845
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5711
المقالات 3255
المكتبة الصوتية 4881
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 429141638
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :