أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7211 - ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾

09-03-2016 2232 مشاهدة
 السؤال :
: ما هو تفسير قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْـمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7211
 2016-03-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى في سُورَةِ الرُّومِ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْـمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. وَمَعْنَى الآيَةِ ـ واللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ هُوَ ـ يَعْنِي اللهَ ـ الذي يَبْدَأُ خَلْقَ الإِنْسَانِ بِدُونِ مِثَالٍ سَابِقٍ، ثمَّ يُعِيدُ هَذِهِ المَخْلُوقَاتِ بَعْدَ مَوْتِهَا إلى الحَيَاةِ مَرَّةً أُخْرَى.

فَفِي المَرَّةِ الأُولَى خَلَقَهُم للتَّشْرِيفِ والتَّكْلِيفِ، وفي المَرَّةِ الثَّانِيَةِ خَلَقَهُم للحِسَابِ والجَزَاءِ، خَلَقَهُم في المَرَّةِ الأُولَى في دَارِ الفَنَاءِ، وَخَلَقَهُم في المَرَّةِ الثَّانِيَةِ في دَارِ البَقَاءِ.

وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾. الحَقِيقَةُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ أَهْوَنَ على اللهِ تعالى ولا أَصْعَبَ، لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً ﴿فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.

وَلَكِنْ خَاطَبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ النَّاسَ بِحَسْبِ إِدْرَاكِهِم، فَفِي تَقْدِيرِ النَّاسِ أَنَّ بَدْءَ الخَلْقِ أَصْعَبُ من إِعَادَتِهِ، وَإِذَا أَرَادُوا الإِعَادَةَ كَانتْ يَسِيرَةً عَلَيْهِم، فَمَا بَالُهُم يَرَوْنَ الإِعَادَةَ عَسِيرَةً على اللهِ تعالى، وَهِيَ في طَبِيعَتِهَا أَهْوَنُ وَأَيْسَرُ.

فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ خَلْقُهُ للأَشْيَاءِ عَظِيمِهَا وَصَغِيرِهَا بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَإِعْدَامُهُ للأَشْيَاءِ عَظِيمِهَا وَصَغِيرِهَا بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَهُنَا بَدَأَ الخَلْقَ بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَيُعِيدُهُ بِكَلِمَةِ كُنْ؛ والكُلُّ هَيِّنٌ وَيَسِيرٌ على اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2232 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 156
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1138
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 549
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 770
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 15
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 682
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424889592
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :