اود اجابة شافية

12741 - اود اجابة شافية

 السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ١- هل حديث "أشدُّ الناس عذابا يوم القيامةِ اثنانِ : امرأةٌ عصتْ زوجها..." يعنى بالضرورة أن النشوز اعظم ذنباً و يستحق عذاب اعظم من ذنوب مثل القتل والسرقة والزنا لأنه ذُكر ان صاحبتها لها اشد عذابا بالاطلاق بينما لم يذكر للآخرين؟ انا اقول سمعنا و اطعنا ولكن اود اجابة شافية لاننى لا اقدر على كتمان الحرج الذى بداخلى. ٢- كيف نجمع بين (الفتنة اشد من القتل) و حديث ما (تركت بعدى فتنة اشد على الرجال من النساء) اليست الفتنة فى الدين و تضييع آخرة المسلم وجعله يخلد فى النار اخطر من فتنة النساء التى ربما تجعله يعذب ثم يخرج؟ لاننى لا اكون لى حيرة حنيما اسمع الدعاة يقولون ان اخطر فتنة على الاطلاق هى فتنة النساء، وجزاك الله خيراً.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12741
 0000-00-00

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا سؤال 131: مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ، وَهُوَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ بْنِ المُصْطَلِقِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ. قَالَ جَرِيرٌ: قَالَ مَنْصُورٌ: فَسَأَلْنَا عَنْ أَمْرِ الإِمَامِ؟ فَقِيلَ لَنَا: إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الْأَئِمَّةَ الظَّلَمَةَ، فَأَمَّا مَنْ أَقَامَ السُّنَّةَ فَإِنَّمَا الإِثْمُ عَلَى مَنْ كَرِهَهُ. وَفي رِوَايَةِ الإِمَامِ الحَاكِمِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اثْنَانِ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمَا رُءُوسَهُمَا: عَبْدٌ آبِقٌ مِنْ مَوَالِيهِ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا حَتَّى تَرْجِعَ». هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ فِيهِ تَحْذِيرٌ للمَرْأَةِ مِنَ النُّشُوزِ، وَهُوَ حَرَامٌ، وَكَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، لِمَا رَوَاهُ الإِمَامُ الحَاكِمُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ، فَقَالَ: «أَيْ هَذِهِ أَذَاتُ بَعْلٍ أَنْتِ؟». قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟». قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ». وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَالحَدِيثُ صَحِيحٌ، وَفِيهِ تَحْذِيرٌ للمَرْأَةِ مِنَ النُّشُوزِ، لِأَنَّ المَرْأَةَ الصَّالِحَةَ هِيَ التي تُطِيعُ زَوْجَهَا، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾. وَأَمَّا حَدِيثُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ، فَيَعْنِي: مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.   توفيق بين آية وحديث سؤال 132: كَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾. وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ وَالحَدِيثِ الشَّرِيفِ؛ فَالآيَةُ الكَرِيمَةُ تَتَحَدَّثُ عَنْ فِتْنَةِ الرَّجُلِ في دِينِهِ؛ يَقُولُ الإِمَامُ القُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: أَيْ: الفِتْنَةُ التي حَمَلُوكُمْ عَلَيْهَا، وَرَامُوا رُجُوعَكُمْ بِهَا إلى الكُفْرِ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ. اهـ. يَقُولُ مُجَاهِدٌ عِنْدَ هَذِهِ الآيَةِ: أَيْ: مِنْ أَنْ يُقْتَلَ المُؤْمِنُ، فَالقَتْلُ أَخَفُّ عَلَيْهِ مِنَ الفِتْنَةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَيْ: شِرْكُهُمْ بِاللهِ وَكُفْرُهُمْ بِهِ أَعْظَمُ جُرْمًا وَأَشَدُّ مِنَ القَتْلِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» فَوَاضِحٌ، فَالفِتْنَةُ بِهِنَّ أَشَدُّ مِنَ الفِتْنَةِ بِغَيْرِهِنَّ، وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ﴾. وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الآيَةِ وَالحَدِيثِ، فَالفِتْنَةُ المُشَارُ إِلَيْهَا في القُرْآنِ العَظِيمِ هِيَ فِتْنَةُ الرَّجُلِ في دِينِهِ، فَالمُؤْمِنُ لَو خُيِّرَ بَيْنَ قَتْلِهِ وَالفِتْنَةِ في دِينِهِ لَاخْتَارَ القَتْلَ، لِأَنَّ قَتْلَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُفْتَنَ في دِينِهِ. وَأَمَّا فِتْنَةُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فَهِيَ أَشَدُّ الفِتَنِ، وَهَذَا لَا خِلَافَ عَلَيْهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

102 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 4831
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4280
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3483
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3555
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 1994
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3743
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414255481
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :