حكم التعامل ببورصة العملات

1286 - حكم التعامل ببورصة العملات

06-08-2008 72625 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الحكم الشرعي في تجارة العملات والمعادن والنفط (البورصة العالمية) عن طريق شبكة الانترنت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1286
 2008-08-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالبيع والشراء بطريقة البورصة في بيع العملات هو القمار بعينه، حيث إن المساهم فيها يدخل بمبلغ معين كأقل نسبة للاشتراك، يؤهله ذلك المبلغ للتصرف بيعاً وشراءً بمبلغ هو أكبر منه بكثير، يتم فيها بيع وهميٌّ، وشراءٌ وهميٌّ، ليس فيه تقابض فعلي، مع أنه بيع نقد بنقد، والشرط فيه الحلول والتقابض؛ وإن قلنا: إن القبض اعتباري، بمعنى أن يعدَّ إدخاله في الرصيد قبضاً، فإنه في صور هذا التعامل لا يدخل في رصيده مما لا يتم شراؤه ولا بيعه إلا ما يسمى بالربح أو الخسارة.

ثم إن الواقع العملي لهذا التعامل ـ كما هو ملموس من أخبار المتعاملين ـ أن نسبة الرابحين لا تتجاوز عشرة في المئة، والباقون يخسرون، والرابحون كان تعاملهم في غاية الحذر، وبأقل الصفقات ثمنية، ومعنى ذلك أن هناك أيادٍ تلعب بأرصدة الناس؛ وتصطادها بحجة خسارة الصفقات؛ وهو ما يجري في القمار بعينه، حيث يحتال صاحب مشروع القمار على المتراهنين؛ فيضيع عليهم أرصدتهم، ويكون هو الفائز في النهاية في جميع الأحوال.

كما أن مبدأ القمار الذي هو الربح الوفير في الزمن القصير يجري في صور بيع البورصة تماماً، حيث قد يتحقق هذا لبعض المقامرين، ولكن سرعان ما تكرّ عليه الخسارة في مقامرة ثانية.

ثم إن المضارب بهذه الصورة إنما يستثمر أمواله بتعريضها للخسارة العالية في سبيل تحقيق أرباح عالية ـ لو صدق حدسه ـ فكأنما هو يراهن على اتجاه الأسعار، وفي ذلك غررٌ كبير بالعواقب، بخلاف المضاربة بعروض التجارة الحاضرة التي يتم فيها قبض وإقباض، وغالباً ما تكون رابحة ولا يأتيها الخسران إلا نادراً، وبفعل عامل العرض والطلب غالباً، أو عدم الخبرة بالبيع والشراء، أو نحو ذلك من الأحوال النادرة.

فالبورصة بالعملات في الحقيقة ليست لنفع المتعاملين والمشاركين، ولكنها شِراك لصيد أموالهم، وذلك أكل لأموال الناس بالباطل، وإتلاف للمال وإضاعة له بغير وجه حق. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
72625 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  البيوع والمعاملات المحرمة

 السؤال :
 2022-02-17
 317
هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ وَشِرَاءُ العُمْلَاتِ الرَّقَمِيَّةِ؟
 السؤال :
 2021-01-20
 188
سمعت فتوى من بعض العلماء من خلال قناة فضائية، بجواز بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين، في بلاد الاغتراب، فما مدى صحة هذه الفتوى؟
 السؤال :
 2021-01-20
 857
رجل اشترى سلعة بالأقساط الشهرية، واشترط البائع عليه، بأنه إذا تأخر في دفع قسط من الأقساط، فإنه سيزيد عليه نسبة معينة جزاء التأخير، فما مدى صحة هذا العقد؟ هل هو صحيح والشرط لاغٍ، أم إنه عقد باطل؟
 السؤال :
 2021-01-20
 332
ما حكم شراء ورقة يانصيب؟ وإذا ابتلي الإنسان بذلك وربح مالاً من خلال ذلك، فما هو الواجب الشرعي عليه؟
 السؤال :
 2020-06-13
 1368
مَا حُكْمُ شِرَاءِ بَيْتٍ في دَوْلَةٍ أَوربيةٍ، عَنْ طَرِيقِ بَنْكٍ رِبَوِيٍّ، حَيْثُ أَقْسَاطُهُ أَقَلُّ مِنْ آجَارِ البَيْتِ؟
 السؤال :
 2018-12-19
 2191
لي مخصصات من مادة المازوت، وأنا لست بحاجة إليها، فهل يجوز أن أبيعها لجاري، وأطلب من البائع أن يفرغ المازوت في خزان جاري؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414345257
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :