الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.
وَالعَمَلُ الصَّالِحُ لَا يَكُونُ صَالِحًا إِلَّا إِذَا أَصْلَحَهُ الشَّرْعُ، وَأَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِمَا جَاءَ بِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، فَكُلُّ عَمَلٍ مُخَالِفٍ للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَيْسَ بِصَالِحٍ، بَلْ هُوَ بَاطِلٌ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الإِيمَانِ، وَإلَّا كَانَ هَبَاءً مَنْثُورًا يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. فَالإِيمَانُ هُوَ الأَسَاسُ، وَإِلَّا كَانَ كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ .
وَحَتَّى يَكُونَ العَمَلُ مَقْبُولًا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ صَالِحًا، مُوَافِقًا للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَبْنِيًّا عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الإِيمَانِ، ولَا بُدَّ لَهُ مِنَ الإِخْلَاصِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَحَتَّى يَكُونَ العَمَلُ الصَّالِحُ مَقْبُولًا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُثَابَ عَلَيْهِ بِالفَضْلِ مِنَ اللهِ تعالى، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الإِيمَانِ، وَأَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِوَجْهِ اللهِ تعالى، وَإِلَّا فَيُضَرَبُ العَمَلُ في وَجْهِ صَاحِبِهِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.