الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لِيَتَذَكَّرِ ابْنُ الأَخِ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي مَاجِدٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ، أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟
قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وَلْيَتَذَكَّرْ بِدَايَةً قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَمَا دَامَ العَمُّ يَأْتِي إلى ابْنِ أَخِيهِ زَائِرًا، وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ عِنْدَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى عَمِّهِ، وَأَنْ يُذَكِّرَهُ بِاللهِ تعالى، وَأَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِ، وَأَنْ يَصْحَبَهُ لِمُجَالَسَةِ الأَخْيَارِ، وَيَدْعُوَ لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَلْيَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ طَرْدِهِ حَتَّى لَا تَتَلَقَّفَهُ شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنِّ فَيَذْهَبُوا لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى بِالبَقِيَّةِ البَاقِيَةِ مِنْ إِيمَانِهِ.
نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَرُدَّنَا وَإِيَّاهُ إلى دِينِهِ رَدًّا جَمِيلًا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.