الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِنَّ بَيْعَ المَالِ الرِّبَوِيِّ بِجِنْسِهِ يُشْتَرَطُ فِيهِ التَّقَابُضُ وَالمُمَاثَلَةُ وَيُشْتَرَطُ التَّقَابُضُ فِي مَجْلِسِ العَقْدِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ» ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ (أَيْ: مُقَابَضَةً)» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَهَذَا العَقْدُ حَرَامٌ شَرْعًا، وَهُوَ مِنَ الرِّبَا، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَهُوَ رِبًا» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَالعُمْلَةُ تَقُومُ مَقَامَ الذَّهَبِ.
وَإِنْ كَانَ الإِنْسَانُ مُضْطَرًّا لِمِثْلِ هَذِهِ الحَوَالَةِ، فَلْتَكُنْ بِعُمْلَةٍ ثَانِيَةٍ، عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: يَدْفَعُ لَهُ دُولَارًا بِسِعْرٍ يَتَّفِقَانِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُومُ بِتَحْوِيلِ قِيمَتِهِ عَنْ طَرِيقِ البَنْكِ بِشَرْطِ أَنْ يَتِمَّ هَذَا فِي مَجْلِسِ العَقْدِ. هذا، والله تعالى أعلم.