الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا الحديث ليس بصحيح ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، ولكن روى الإمام مالك في الموطأ والبيهقي في شعب الإيمان عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ فَقَالَ: لا).
وأخرج ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف، والطبري في تهذيب الآثار أن عبد الله بن جراد، قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون ذلك». قال: فهل يزني المؤمن؟ قال: «بلى، وإن كره أبو الدرداء» قال: هل يكذب المؤمن؟ قال: «إنما يفتري الكذب من لا يؤمن، إن العبد يزل الزلة ثم يرجع إلى ربه فيتوب، فيتوب الله عليه».
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت عن عبد الله بن جراد قال: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا رسول الله، هل يكذب المؤمن؟ قال: «لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب» هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |